الحياء والخجل من أفضل صفات الإنسان الأخلاقية، وقوة ضبط النفس لدى الإنسان في مواجهة جزء كبير من الغرائز والرغبات النفسية هي نتيجة لهذه الصفة، وقد ساندت التعاليم الدينية هذه الصفة الداخلية، برفضها الرغبات الشهوانية المفرطة، لذا حيثما انطلق زمام الشهوة، أخذ الخجل والحياء بترك مكانته المناسبة في حياة الإنسان.
معارضة الإسلام لظاهرة الدعارة : يعارض الإسلام بشدة الفسق والفجور والتعدي على نواميس الناس، ويمنع الناس من التجاهر بالفسق والفجور، لأنه على قَدَر ما يتطور الفساد في المجتمع، يتم فقدان منصة النمو الروحي للناس. ومن بين كافة مظاهر الفساد، تعد العلاقات الجنسية غير العفيفة خارج الإطار القانوني والشرعي من أسوأ مظاهره. وعندما تتكرر هذه العلاقات وتتحول إلى عمل ووسيلة لكسب المال، فإنها توصف بالبغاء والدعارة.
ورغم أن تاريخ الدعارة قد ارتبط بتاريخ الحضارات الجديدة، إلا أنه في الوقت نفسه شهدت مساحة واسعة من التاريخ وجودها.
يقول الشهيد المطهري رحمه الله: كانت بيوت في مكة قبل الإسلام يُعلَّق عليها ستار ليعلم المارة أن في تلك البيوت أناساً يقومون بهذا السلوك الشنيع ويستجيبون لمن يزورهم![1]
الدعارة مشكلة اجتماعية
وللأسف، وعلى الرغم من التوجيهات الدينية ورفض العرف لهذا السلوك، خاصة في مجتمعنا الإسلامي، إلا أن العاهرات أصبحت مشكلة اجتماعية منذ زمن، وهناك من يحاول تضخيم أبعاد الظاهرة المذكورة بقصد نشر الفساد في المجتمع الديني. وعلى هذا فمن المناسب أن نتقبل وجود هذه الظاهرة التي تعد الورم السرطاني الذي يصيب سلامة وعفة المجتمع.
إن الإيمان بهذه الحقيقة يسمح لنا بتحليل أبعادها جيداً والتوصل إلى تعريف واضح لها. والتفسير الصحيح لعناصر الدعارة وأسبابها وآثارها يمكن أن يساعدنا في الوصول إلى مقاربات دقيقة.
وبحسب علماء الاجتماع وعلماء النفس وخبراء التربية والأطباء، فإن عواقب الدعارة تشمل: حدوث الأمراض الجسدية والعقلية، وانتشار الطلاق، والإجهاض، والاضطرابات الجنسية وغيرها. وما يجب الانتباه إليه، هو أن عواقب الدعرة لا تقتصر على الباغي، بل الأسرة والمجتمع والحكومة، كل منهم سيعاني أضرار وآفات هذه الظاهرة.
المصادر:
[1] . نظام اسلامی و مسئله روسپیگری، شهید مرتضی مطهری، ص 134.