الطفل والتربية

09:06 - 2015/11/03

الملخص:

معظم الآباء والامهات یشکون من تصرفات اولادهم التي قد تدفعهم الی فقدان السیطرة علی اعصابهم وبالرغم من انهم یرددون في شکواهم بان اولادهم سیدفعونهم الی الجنون، الا انهم لایفکرون في الاسلوب الامثل الذي یفید مع اولادهم، فالتعامل مع الأطفال یحتاج الی فن ومهارة.

وان معظم المتاعب التي یتسبب فیها الابناء تأتي نتیجة لاسلوب التربیة الذي یتبع الان ویختلف عن اسلوب تربیة الاب والام ایام طفولتهما.

إذن کیف یکون التعامل معهم؟

 

 

الطفل،التصرفات،التعامل

الطفل والتربية » عناد الابناء... وحیرة الآباء

نهدف من وراء ذلك أن نحظى بتوفيق من الله عزّ وجلّ في أن نسهم في هذه المسؤولية التربوية المقدّسة .

قال الله الحكيم في محكم كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم : ( اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) صدق الله العلي العظيم .

وقال رسوله المصطفى ( صلّى الله عليه وآله ) لمّا سئل : ما حقّ ابني هذا ؟ ( تُحسن اسمه وأدبه ، وضعْه موضعاً حسناً ) .

وقال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته ) .

وقال الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ( الغلام يلعب سبع سنين ، ويتعلّم الكتاب سبع سنين ، ويتعلّم الحلال والحرام سبع سنين ) .

وقد قيل :

ربّوا بنيكم علّموهم هذّبوا ** فتياتكم فالعلمُ خيرُ قوام

وقيل كذلك :

ليس الجَمالُ بأثوابٍ تزيّنهُ ** إنّ الجَمالَ جَمالُ الخُلقِ والأدبِ

بقدر ما هو شيّق ولذيذ ، فهو مهمّ جدّاً وخطير جدّا ً، ذلك هو الخوض في أهم وأخطر مجال من المجالات الاجتماعية في بناء الفرد والمجتمع البناء السليم القويم ، فإنّ الإنسان يولد صفحة ناصعة البياض ، مصقولة التركيب ، محايدة التشكيلة ، لا تشوبه شائبة ، فهو بهذا يكون قابلاً للتشكّل والانتماء واكتساب ألوان المعارف والسلوك والممارسات .

وإنّ مرحلة الطفولة هي التي تعطي صورة شخصية الإنسان ، وتشكيل ملامحه الخَلقية والخُلقية ، وقد حرصت الشريعة الإسلامية الحقّة على تربية الطفل ، واهتمّت ببناء شخصيّته بناء سليماً ؛ محصّنة إيّاه عن أشكال الانحراف وأنواع العقد السلوكية ، وشتّى الأمراض النفسية الخطيرة والعادات السيئة القبيحة .

وعلى أساس من مبادئها الإنسانية وقيمها الصالحة ، فإنّ بناء شخصية الطفل في الإسلام ما هو في الحقيقة إلاّ عملية بناء المجتمع الإسلامي ، وتمهيد لإقامة الحياة والدولة والقانون والحضارة ، وفقاً للمبادئ الإسلامية المباركة ، تحقيقاً لسعادة الإنسان ، وتحصيناً لمقوّمات المجتمع ، وحفظاً لسلامة البشرية وخيرها .

معظم الآباء والامهات یشکون من تصرفات اولادهم التي قد تدفعهم الی فقدان السیطرة علی اعصابهم وبالرغم من انهم یرددون في شکواهم بان اولادهم سیدفعونهم الی الجنون، الا انهم لایفکرون في الاسلوب الامثل الذي یفید مع اولادهم، فالتعامل مع الأطفال یحتاج الی فن ومهارة.

ان الهدف الاساسي الواجب للام أو الاب هو ان یجعلا ابنهما یتصرف دائماً بافضل السلوك ویستخدم عقله جیداً وان یکون شجاعاً في مواجهة تحدیات الحیاة، ولکن لایستطیع جمیع الناس الوصول الی هذا الهدف.

 شكوي الوالدين:

ان الطفل في سن البلوغ یصبح کثیر النقد لاعمال والدیه، ویصر علی رأیه ولایؤمن الا بوجهة نظره هو حتی لو کانت خاطئة، ویصبح الاولاد في مثل هذه الحالة مثیرین لاعصاب الوالدین بحیث یصل الامر الی درجة فقد السیطرة علی اعصابهما، وفي هذه اللحظة یأخذ الاولاد موقف التحدي ولاینصتون ولا یستجیبون لکلام آبائهم.

ومن الشکاوی الشائعة ایضاً ان الاولاد یردون علی الاب أو الام بصوت عال، وان تصرفاتهم التي یصرون علیها فیها قدر کبیر من تصرفاتهم ایام الطفولة،هؤلاء الابناء بتصرفاتهم هذه یبددون هدوء المنزل وتصبح الحیاة فیه صعبة.

ان معظم المتاعب التي یتسبب فیها الابناء تأتي نتیجة لاسلوب التربیة الذي یتبع الان ویختلف عن اسلوب تربیة الاب والام ایام طفولتهما.

فبینما نشأ الاب والام علی طاعة الوالدین، نجد ان الجیل الجدید نشأ علی عدم الطاعة وبینما هما نشآ علی احترام آداب المائدة وتحدید وقت النوم ودخول السریر والاستیقاظ مبکراً وشرب الحلیب، ینشأ الاولاد علی الفوضی وعدم احترام مواعید الاکل أو النوم.

وهناك الکثیر من الامثلة التي تدل علی اسلوب العناد الذي یتبعه الاولاد ویتفنون فیه لمضایقة الوالدین، فمثلاً لایحلو لهم الدخول الی الحمام الا في اللحظة التي یرید ان یدخل فیها الاب أوالام ویطیلون الغیاب داخله حتی یفقد الوالدین اعصابهما.

من الشکاوی الاخری، عدم احترام الاولاد في الاجابة علی الاب أو الام، لدرجة ان الامهات یقلن اننا لم یسبق ان تحدثنا بهذا الاسلوب مع آبائنا أو امهاتنا.

ومن المضایقات التي یسببها الابناء لوالدیهم رفضهم لما یطلب منهم، کأن تطلب الام من ابنها ان یرتدي ملابس النوم أو یغسل یدیه قبل الاکل أو ینظف اسنانه أو ان تطلب منه ان یتناول الخضروات رغم انها توضح له انها مفیدة، ومع کل ذلك یصر علی رفضه.

ان هذه التصرفات والمضایقات التي تصدر عن الاولاد هي في الحقیقة محاولة منهم لکي یذکرونا من حیث یشعرون أو لایشعرون بان لهم شخصیة مستقلة لابد ان نحترمها.

فمثلاً عندما یضرب اخ، اخیه الصغیر ویتلذذ بضربه ویقف امام الاب ویضحك فهذا معناه محاولة لتأکید الشخصیة.

اسلوب التعامل مع الأولاد:

وکیف یکون التعامل معهم؟

ان هذه الحالة لاتجدي معها المعالجة بالعنف والعصیبة کما هو حال معظم الاباء والامهات، ولکن لابد ان تجعل الام طفلها یشعر من تلقاء نفسه انه اخطأ وبهذه المعاملة ستجده یعتذر وأحیانا یبکي، لانه لم یفعل ذلك رغبة في الایذاء، ولکن فعل ذلك لاثبات شخصیته.

والذي یساعد الطفل علی الاعتراف بخطئة والامتناع عن المضایقة، هو ان یشعره الاب أو الام بانه لو کان في سنه، لم یکن یفعل ذلك، فشعور الطفل بانه یستطیع ان یثیر من هو اکبر منه یعطیه احساساً بالاهمیة، والاطفال عادة لایملکون ما یکفي من النضج العقلي لیدرکوا انهم تصرفوا تصرفات غیر صحیحة.

واجب الوالدین

ولذلك یجب علی الوالدین ان یفهموا اولادهم بانهم لا یمکن لهم ان یعیشوا في هذه السن بافکار صبیانیة، ولا یأتي هذا الا بامتداح اي عمل حسن یفعلونه، فمثلاً تذکر الام أمام الضیوف والاصدقاء الاعمال الحسنة التي یقوم بها اولادها ولاتذکر الاعمال السیئة.

وعلی الام ایضاً ان لاتنال من شخصیة الطفل امام اصدقائه أو امام من هم أکبر منه سناً، لان هذا یدفعه الی عناد اکثر. وعلیها ان تغمض عینیها امام الآخرین عن الاعمال السیئة وتمتدح وتبالغ في الاعمال الحسنة، فهذا الاسلوب یرضي غرور الابن ویجعله یمتنع عن مضایقات والدیه، اثباتاً لشخصیته واذا أرادت الام ان یفعل ابنها شيء ما، فلابد ان تجعله یعتقد انه هو صاحب الفکرة ولیست هي، وان احداً لایرید ان یفرضها علیه.

واذا حدث مثلا ان حصل الطفل علی درجات متدنیة في الامتحان، فعلی الام ان لاتحاول مواجهته بالقاء اللوم علیه او بالحدیث معه بمعصبیة، لان هذا الاسلوب سیجعله یعتقد انه غبي وانه لایستطیع ان یستمر في الدراسة وقد تسبب له فشلاً اکبر. ولکن علیها ان تختلق الاعتذار لکي تبین له انه اذکی من هذه الدرجات وانها متأکدة انه سیحصل علی درجات أعلی في الامتحان القادم. وانها متأکدة ان هناك اسباباً خارجة عن ارادته أدت الی ذلك.

ثم تحاول ان تفهم منه اسباب تقصیره. هذا الاسلوب سیأتي بنتیجة ویحصل الطفل علی درجة أعلی بواسطة تحلیه بمزید من الجد والمثابرة.

 

 

 

 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.