وظيفة المسلم في إحياء الغدير

الغدير : روايات وردت في الحث على إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام، كرواية عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت أبا الحسن الرضا سلام الله عليه يقول: رحم الله عبداً أحيى أمرنا فقلت له: فكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس.[1]والإمام الرضا عليه السلام لم يحصر المسألة في الشيعة أو المسلمين فقط بل قال "الناس" أي كل الناس.

إن الجيل الحالي لا يحمل عموماً تصوراً واضحاً وصحيحاً عن الغدير، لذا تقع مسؤولية نشر مفاهيم الغدير على عاتقنا، فلو أدّينا واجبنا في شرح فكرة الغدير للناس لكان الوضع أفضل ممّا عليه الآن.

الغدير وعالم اليوم

إن عالم اليوم يجهل الغدير، ويجهل تعاليم أهل البيت عليهم السلام، بل يجهلها أكثر المسلمين مع الأسف. وكمثال على هذا أننا نرى شخصاً يحسب من العلماء، يعبِّر عن صلاح الدين الأيوبي بالقائد الإسلامي، وهو الذي يعرف جرائمه محبّوه وأتباعه ومَن هم على مذهبه، ويقرّون أنّه أحرق في واقعة واحدة مدينة برمّتها فأزهق أرواح كلّ سكانها البالغ عددهم خمسين ألفاً وبينهم النساء والأطفال والشيوخ.

إنّ الغدير يعني تحقيق الرفاهية وتوسيع نطاقها، لبلوغ التقدم والرقي في عمران المجتمعات الإنسانية، كما يعني المساواة بين الممسكين بمقاليد الاقتصاد والمال وبين باقي أفراد المجتمع، والقضاء على الطفيلية والعصابات. وحسب ثقافة الغدير، فإنّ المسؤولين عن الشؤون المالية هم المؤتمنون الذين بيدهم عصب الحياة المدنية، وتدور به عجلة المجتمع.

إنّ الغدير ميثاق ولاة الأمر مع الله تعالى الذي يحتّم عليهم بأن يجعلوا مستوى عيشهم بمستوى أقلّهم في المجتمع، وأن يحاكوهم في المأكل والمسكن والملبس والرفاهية.

إذن فمن أهمّ هذه المسؤوليات في الوقت الراهن، نشر مفاهيم الغدير، ودعوة عموم الناس لينهلوا من هذه المائدة السماوية؛ وفي غير هذه الحالة، لا يوجد أدنى أمل في كفّ أيدي الحكام المستبدّين عن المستضعفين، لإنقاذ الإنسانية من هذا الوضع السيئ، والوصول إلى ساحل الأمن والرفاهية والعدل والحرية. يقول الإمام الرضا سلام الله عليه: لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات.[2]

المصادر:

[1] . معاني الأخبار، الصدوق، ص180، باب من تعلّم علماً ليماري به السفهاء.

[2] . إقبال الأعمال، ابن طاووس، ص468، فضل يوم عيد الغدير