تحالف الإزدهار وحكاية الفشل

في مساعي التغطية والتعمية على جرائم الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة أعلنت وزارة الدفاع الامريكية في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023 بأنها تعمل على إنشاء قوة تحالف بحرية متعددة الجنسيات تحت اسم حراس الإزدهار من أجل صد هجمات اليمن أنصار الله في البحرالأحمر ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إليها، والتي جعلت البحر الأحمر مقبرة للسفن الإسرائيلية في إطار الاسناد للمقاومة في فلسطين، والشعب الفلسطيني.

التحالف الأمريكي وحكاية الفشل المدوي على يد أنصار الله

إن تحالف الإزدهار الذي عملت أمريكا ومن ورائها بريطانيا وغيرها من دول النفاق والإفساد على انشائه لم يزدهر ولم يفشل مهمة أنصار الله في اليمن بل أصبح بحاجة إلى حراس يحرسون سفنه ومدمراته وأساطيله ويدفعون عنه جحيم الصواريخ والمسيرات اليمنية، فبعد ستة أشهر مرت على تشكيله عجز ذلك التحالف بكل ما يملكه من تفوق عسكري وتنكنولوجي عن كسر الحصار الذي فرضه اليمن أنصار الله على السفن الإسرائيلية نصرة لغزة.

في تقرير لوكالة الإستخبارات الدفاعية الأمريكية هو الأول من نوعه يقر بأن العمليات النوعية لأنصار الله أدت إلى انخفاض شحن الحاويات في البحر الأحمر بنسبة 90% ؛ التقرير الذي نشره موقع "أكسيوس" كشف عن انفاق البحرية الأمريكية مليار دولار لاعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية منذ انطلاق عمليات التحالف، مؤكدا أن طرق الشحن البديلة أضافت تكاليف على الوقود تقدر بمليون دولار لكل رحلة.

ولم يقتصر استهداف أنصار الله في اليمن للسفن في البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية فقط، بل طال داعميهم أيضا فحاملة الطائرات الأمريكمية "آيزن هاور" التي تعد عملاق الصناعات العسكرية الأمريكية باتت تحت رحمة العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، فيما يعد هذا سابقة لم يشهدها التاريخ المعاصر، حيث هشم صورة الهيمنة الأمريكية ووجه صفعة مدوية إلى قوة ردعها، فصنعاء نجحت في كسر التحالف وخنقت بحصارها إقتصاد الإحتلال الإسرائيلي.

ولعل ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" يعكس بشكل قاطع حجم الإسناد اليمني لكسر الحصار عن غزة، فقد علقت الصحيفة قائلة إن ما يقوم به اليمن أنصار الله يمثل إحدى أكبر المعارك البحرية التي واجهت أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية.[1]

وفي هذا الصدد قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، إن تحالف "حارس الازدهار" الذي يضم 24 دولة بقيادة القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والذي يمتلك 35 قطعة حربية منتشرة في البحر الأحمر وما حوله غير قادر على التصدي للمسيرات والصواريخ اليمنية.[2]

وهذه المعطيات أكد عليها أكدها السيد عبد الملك الحوثي في آخر ظهور له حيث قال إن تأثيرات العمليات العسكرية مستمرة على المستوى الاقتصادي بشكل واضح ومعترف به وهناك تأثير لعملياتنا على ارتفاع الأسعار لدى العدو الإسرائيلي طال حتى المواد الغذائية كما أن هناك تأثير كبير على بعض السلع من ناحية ارتفاع أسعارها أو في محدودية توفرها لدى كيان العدو، وأضاف: “هناك تأثير على مستوى الناتج الاقتصادي لدى العدو انعكس على الموازنات وتأثير العمليات على الجانب الاقتصادي لدى العدو له نتائج مهمة وتأثير في مجال حساس على الأعداء”، موضحا أن المجال الاقتصادي حساس على العدو الإسرائيلي، والقوة الأمريكية الإسرائيلية البريطانية الأوروبية هي قوة اقتصادية و كلما تأثر الوضع الاقتصادي لدى الأعداء حصل عليهم تراجع في الجانب المادي وبقية الجوانب.

وجدد التأكيد على أن عملياتنا البحرية لها تأثير على مستوى الهيبة الأمريكية، فقد كانت أمريكا في وضعية لا يجرؤ أحد أن يستهدف بوارجها وسفنها الحربية، مؤكدا أن موقف اليمن رسميا وشعبيا لمساندة الشعب الفلسطيني هو تحد لأمريكا فأمريكا أرادت أن تخضع الدول العربية وتجعلها مكبلة عن اتخاذ أي موقف مساند للشعب الفلسطيني فكان موقف اليمن بما يتحدى الأمريكي والبريطاني.

وأكد الحوثي أن الأمريكي والبريطاني فشلا في حماية المصالح الإسرائيلية في البحار، وهذا مؤثر على العدو الإسرائيلي ومؤثر عليهما و هناك اعتراف أمريكي بريطاني بقدرة اليمن على تطوير مراحله التصعيدية طالما استمر العدوان على قطاع غزة، وأضاف: “بفعل العمليات اليمنية سقطت الثقة لدى القوات الأمريكية في عدم تمكن أحد من مواجهتهم والمواجهة البحرية زعزعت ثقة الأمريكيين بأنفسهم وقدراتهم وقد شاهدوا فشل تقنياتهم وإمكاناتهم”، مؤكدا أن العمليات اليمنية رغم محاولة إيقافها أوصلت الصهاينة إلى حالة اليأس فيما يتعلق بحركة السفن التابعة لهم.[3]

ومعركة الأحرار مع الطغاة مازالت مستمرة.

______ 

المصادر:

[1] https://www.almayadeen.net/video/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D...

[2] https://www.aljazeera.net/programs/2024/5/1/%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8...

[3] https://www.alalam.ir/news/6875673/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A7...