سلوك الإمام الباقر مع أصحابه

إن ذكر بعض الأصحاب وروايات المصادر السنية، يكشف عن أسلوب تعامل أهل بيت النبوة والإمامة مع من حولهم. لقد كان الإمام الباقر عليه السلام لطيفًا مع الجميع. إذا وصل ضيف في منتصف الليل، كان يفتح له الباب ويساعده في فك أمتعته. وكان يحضر تشييع الجَنازة.[1]

كان بيت الإمام الباقر عليه السلام، مأوى للمسلمين والغرباء وعابري السبيل، كان يستقبل الضيوف إلى منزله ويقدم لهم الطعام[2]وكان يذهب ويعمل حتى في طقس الصيف الحار. وكان يقول عن الدنيا: "نعم العون الدنيا على الآخرة"[3]ولم يكن قاسياً على عبيده ويتركهم أحراراً في عملهم؛ وإذا كان عملهم ثقيلاً وصعباً، كان يساعدهم بنفسه، ويقول: "إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شيء يشق عليهم فاعملوا معهم فيه".[4]

وكان عوناً للمحتاجين، وإذا قصده شيعته من الأمصار يعطيهم زادهم وثياباً وهدايا، ويقول: «لقد أعدت هذه الهدايا قبل لقائكم».[5] لبذله وعطاءه الكثير، يقصده الكثير من المحتاجين وكان يوصي عبيده وإماءه باحترامهم، وأن ينادوهم بأحسن أسمائهم[6]وكان يأمر أصحابه باستمرار أن يتعاطفوا ويقبضوا على بعضهم البعض ويقول: بئس الأخ أخٌ ‌يرعاك ‌غنياً ويقطعك فقيراً.

الإمام الباقر والبذل

ونقل ابن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السؤول عن سلمى مولاة الإمام الباقر عليه السلام، قالت:

كان يدخل عليه أصحابه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب، ويكسوهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم، فأقول له في ذلك ليقل منه.

فيقول: "يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الإخوان والمعارف" وكان يجيز بالخمسمائة والستمائة إلى الألف، وكان لا يمل من مجالسة إخوانه.[7]

ويوصي الإمام الباقر عليه السلام بدفع الصدقة يوم الجمعة. يقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا الصدد: دخلت على أبي يوما وهو يتصدق على فقراء أهل المدينة بثمانية آلاف دينار، كان يتَصَدَقُ عَليهم فِي كُلِ يَومِ جُمعةٍ بِدينارٍ وَ يقولُ: "الصَّدقةُ يَومُ الجُمعةِ تُضاعِفُ الفَضلَ عَلى غَيرهِ مِنَ الأيامِ".[8]

المصادر:

[1] . سیر اعلام النبلاء، الذهي، ج4، ص407.

[2] . صفة الصفوة، ابن الجوزي، ج2، ص112.

[3] . الکافي، الكليني، ج۵ ص۷۳.

[4] . الفصول المهمة، ابن الصباغ المالكي، ج2، ص888 .

[5] . المصدر، ج2، ص889.

[6] . المصدر، ج2، ص889.

[7] . مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، محمد بن طلحة الشافعي، ٤٣١.

[8] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج‏46، ص 303.