الملخص: يجوز للنساء زيارة القبور، نظراً للروايات التي تقول: إن فاطمة(عليها السلام) وعائشة کانتا تزوران القبور: «إن فاطمة کانت تزور قبر عمها حمزة کل جمعة، فتصلي وتبکي عنده».
يجوز للنساء زيارة القبور، و أما ما روي عن النبي(صلی الله عليه وآله وسلم): «لعن الله زائرات القبور» فيمکن التفصي عنه بعدة أمور:
1- لدينا أحاديث تقول إن فاطمة(عليها السلام) وعائشة کانتا تزوران القبور: «إن فاطمة کانت تزور قبر عمها حمزة کل جمعة، فتصلي وتبکي عنده». [1]
يقول ابن أبي مليکة: «رأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن ومات بالحبشة وقبر بمکة». [2]
2- إن هذا الحديث: «لعن الله زائرات القبور» إما نسخ بحديث بريدة، أو أنه معارض، کما صرح النيشابوري والذهبي.
ورواية بريدة هي: «نهی رسول الله(صلی الله عليه وآله وسلم) عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها». [3]
3- أفتی علماء السنة باستحباب زيارة القبور للنساء:
يقول ابن عابدين: «هل تستحب زيارة قبره(صلی الله عليه وآله وسلم) للنساء؟
الصحيح: نعم بلا کراهة، بشروطها علی ما صرح بعض العلماء. أما علی الأصح علی مذهبنا وهو قول الکرخي وغيره: من أن الرخصة في زيارة القبور ثابتة للرجال والنساء جميعاً، فلا إشکال. وأما غيره، فذلك نقول بالاستحباب لإطلاق الأصحاب، بل قيل واجبة». [4]
4- هذا الحديث (لعن الله زائرات القبور) له ثلاثة طرق وکلها ضعيفة. في الطريق الأول «ابن خيثم» وقالوا بأن أحاديثه لا يستدل أو يحتج بها [5]، في الطريق الثاني «باذان» وهو أيضاً لا يحتج بأحاديثه [6]، وفي الطريق الثالث عمر بن أبي سلمة الذي هو أيضاً ضعيف عندهم. [7]
المصادر:
1- السنن الکبری، ج4، ص132- مصنف عبدالرزاق، ج3، ص572.
2- مصنف عبدالرزاق، ج3، ص570.
3- السنن الکبری، ج4، ص131- مستدرك الحاکم، ج1، ص374.
4- رد المحتار، ج2، ص263- المواهب اللدنية، ج3، ص405.
5- ميزان الاعتدال، ج2، ص459.
6- تهذيب الکمال، ج4، ص6.
7- سير أعلام النبلاء، ج6، ص33.