بواعث حرب صفين

أطماع معاوية : قُتل في حرب صفين من الفريقين سبعون الفاً أو مئة وعشرة آلاف، وكان الباعث لها حب الدنيا والعداوة للرسول وأهل بيته عليهم السلام.

إن حرب صفين لو كانت في نصرة الاسلام، لجرّت على الاسلام خيرا كثيرا، لكن كان وراءها مطامع معاوية في الخلافة والذي أجج نارها تذرعاً بدم عثمان، مع أن الخليفة الثالث قد طلب المساعدة من معاوية لرد الهجوم عليه، وعلى أثر ذلك حرك جيشه من الشام متجهاً الى المدينة لكنه تباطأ في سيره حتى قُتل عثمان.[1]

خذلان معاوية لعثمان

جاء في تاريخ الخلفاء أن عامر بن واثلة الصحابي دخل على معاوية، فقال له معاوية: ألست من قتلة عثمان؟ فقال: لا ولكن ممن حضره فلم ينصره، قال: وما منعك من نصره؟ قال: لم ينصره المهاجرون والانصار، فقال معاوية: أمّا لقد كان حقه واجبا عليهم أن ينصروه، قال عامر: فما منعك من نصره ومعك أهل الشام؟ فقال معاوية: أمّا طلبي بدمه، نصرة له، فضحك عامر ابو الطفيل وقال أنت وعثمان كما قال الشاعر: لا ألفينّك بعد الموت تندبني* وفي حياتي ما زوّدتني زادا[2]

وفي كتاب الامام علي عليه السلام لمعاوية ... قد أسهبتَ في ذكر عثمان ولعمري ما قتله غيرك، ولا خذله سواك، ولقد تربصتَ به الدوائر، وتمنيتَ له الأماني، طمعا فيما ظهر منك، ودل عليه فعلك.[3]

كانت سياسة معاوية للوصول الى اطماعه تجميع قريش تحت قيادته لحر الامام علي عليه السلام، وكانت قريش أكثر من عشرين قبيلة صغيرة وكبيرة وكان عدد نفوسها آنذاك ثلاثين ألفا، فالقبائل كلها كانت تابعة لهذه السياسة.

هذه قريش هي التي حاربت النبي صلى الله عليه وآله بكل ما استطاعت حتى انتصر عليهم ودخل مكة فاتحاً، فدخلت في الاسلام مرغمةً، ثم سيطرت على الدولة الاسلامية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وعزلت العترة الطاهرة عن الساحة السياسية، وبعد مقتل عثمان استعدت قريش لحرب صفين بعد الجمل وتجمعت عند معاوية كل قبائل الطلقاء، ولم يبق من قريش مع الامام علي عليه السلام سوى خمسة نفر.[4]

لم يكتف معاوية، بهذا التحشيد للوصول الى اطماعه حتى عقد اتفاقية مع الروم بأنه اذا انهزم في معركته مع الامام علي عليه السلام، تتدخل الروم الى جانبه في حربه لعلي عليه السلام.[5]

المصادر

[1] . شرح نهج البلاغة، لابن ابي الحديد،ج16،ص154.

[2] . تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص239.

[3] . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، ج15، ص84.

[4] . الصوارم المهرقة، ص74.

[5] . الفتوح لابن الاعثم،ج2،539.