المجازر الصهيونية مستمرة

12:43 - 2024/01/16
المجازر الصهيونية مستمرة

ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، ما تُعد واحدة من أكبر المجازر في حق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948. ذلك عندما قصف طيرانها مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، حيث كان يحتمي مئات من المدنيين المهجرين والهاربين من القصف المستمر ليومه الحادي عشر، بالإضافة إلى عشرات من الجرحى والأطباء والمسعفين.

أسقطت هذه المذبحة أكثر من 500 شهيد، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. وفور حدوث المجزرة، تناثرت دماء وأشلاء النازحين والجرحى في أرجاء المكان فضلاً عن جثث ممزقة وأخرى محروقة.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تواصل انتشال الأشلاء من موقع مجزرة المستشفى المعمداني حتى اللحظة. وأكّد أن مجزرة مستشفى المعمداني "تُعَدّ مجزرة القرن الحادي والعشرين، وهي امتداد لجرائم الاحتلال منذ نكبة 1948".

وأثارت هذه المذبحة إدانات دولية وعربية واسعة، وأعلن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك الأربعاء، أن تركيا بمرسوم من الرئيس أردوغان، دخلت حداداً وطنياً عاماً على أرواح شهداء مستشفى الأهلي المعمداني، والذي يمتد لأيام ثلاثة. مضيفاً أن بلاده ستظهر تضامنها بأعلى وأصدق الطرق مع غزة "المضطهدة".

وعلى الرغم من كونها أكبر مجزرة ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني، فإنها ليست إلا آخر حلقة من سلسلة الجرائم الإسرائيلية منذ احتلالها البلاد عام 1948، وسبقتها عدة مجازر لا تقل فظاعة وإجراماً، نسرد لكم أبرزها.

مجزرة دير ياسين

في عام 1948، وفي سعيها إلى ربط تل أبيب بالقدس، قررت العصابات الصهيونية إخلاء عدد من القرى الفلسطينية، وذلك بإرهاب سكانها ودفعهم إلى النزوح عنها. وكانت من بين هذه القرى قرية دير ياسين، التي كانت مسرحاً لمجزرة دامية، يوم 9 أبريل/نيسان 1948.

وفي فجر ذلك اليوم، كانت قوات عصابات "اتسيل" الصهيونية تتقدم نحو القرية الفلسطينية، وقتلت في غضون عدة ساعات ما بين 250 و300 فلسطيني، في عملية ترهيب انتهت بتهجير جميع سكان القرية الذين كان عددهم قبل المجزرة يزيد على 600، وتحوّل اسم دير ياسين العربي، إلى مستوطنة "جفعات شاؤول" اليوم.

وتحكي المسنة الفلسطينية مريم عقل، إحدى الناجيات من المجزرة، عن تلك الليلة الدامية، قائلة: "اشتبكت العصابات الصهيونية مع أخي الذي كان مداوماً في الحراسة الليلية، وكثفت القوات الصهيونية إطلاق النار على منزلنا، ودبّ الخوف بيننا، ولم نجد حينها مكاناً نختبئ فيه".

وقتلت القوات الصهيونية والدي مريم وشقيقيها، ونجت هي التي كانت تبلغ من العمر وقتها 12 عاماً بعدما تمكنت من الهرب برفقة عمتها وبقية أشقائها. وأضافت، في حديث سابق للأناضول، أن المجموعات الصهيونية كانت تتعمد قتل الأهالي، ومن بينهم نساء وأطفال، وتلقي جثامين الضحايا في آبار المياه.

مجزرة اللد

لم تروِ الدماء المسفوكة في مجزرة دير ياسين عطش العصابات الصهيونية، وبعدها بثلاث أشهر، أعادت نفس الأحداث هذه المرة بمدينة اللد. بدأ الهجوم الصهيوني على المدينة في 9 يوليو/تموز عام 1948، في عملية أطلق عليها "حملة داني"، إذ سعى الصهاينة من خلالها لعزلها عن أي مساعدة تأتي من الشرق.

وحسب إحصاءات عام 1946، بلغ عدد سكان اللد نحو 18.250 نسمة. وفي 12 يوليو/تموز، حاصرت العصابات الصهيونية المدينة، التي لم تستسلم بالرغم من التهديدات واستمرت في المقاومة. وبعد دخول القوات الصهيونية إليها عُزل الذكور في المساجد والكنائس، من بينهم مسجد دهمش.

أرسلت القيادة الأردنية قوة مدرعات للتثبت من حقيقة الموقف في اللد، فظن الأهالي أنها مقدمة لقوة أكبر قادمة لشن هجوم معاكس وإنقاذ المدينة، فتشجعوا وراحوا يهاجمون القوات الصهيونية. لكن المفاجأة كانت في انسحاب المدرعات الأردنية بعد وقت قصير، فاضطر المقاومون الذين تحصنوا في مركز الشرطة إلى الانسحاب، وهو ما فتح الباب أمام عمليات انتقامية صهيونية.

وحسب مقال للكاتبة الفلسطينية سناء حمودي، فإن الجنود الإسرائيليين كانوا يرمون قنابل يدوية داخل المنازل بحجة وجود قناصين فيها، الأمر الذي جعل السكان، المذعورين من استمرار إطلاق النار، يخرجون ويحاولون الهرب، فما كان من الإسرائيليين إلا إطلاق النار عليهم.

وحسب المصادر الفلسطينية، بلغ عدد ضحايا مذبحة اللد نحو 426 شهيداً منهم 176 في دهمش.

مجزرة خان يونس

في عام 1956، قرر الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وهو ما مثل تهديداً مباشراً للقوى الكبرى في العالم، على رأسهم فرنسا وبريطانيا. وانتهزت إسرائيل الفرصة، لتحقيق مطامعها باحتلال سيناء، وهو ما انتهى بتشكيل تحالف ثلاثي بين كل من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا، الذين شنوا عدوانهم على مصر بشكل موحد.

وقادت إسرائيل وفرنسا وبريطانيا عمليات عسكرية في مدن القناة، حيث اشتبك معها الجيش المصري والفدائيون. وفي 2 نوفمبر/تشربن الثاني عام 1956 أصدرت الأمم المتحدة قرار وقف إطلاق النار. وعقب ذاك أطلقت القوات الإسرائيلية عملية توغل واسعة في غزة، زعمت أن الهدف منها تعقب فدائيين فلسطينيين شاركوا في حرب السويس إلى جانب مصر.

وواجه سكان بلدة خان يونس هذه العملية بمقاومة شديدة، ورداً عليها قصفت القوات الإسرائيلية المدنيين بالمدفعية. وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني، جالت دوريات الجيش الإسرائيلي أزقة البلدة، مطالبة الشباب والرجال من عمر 16 إلى 50 سنة بالخروج، ثم جرى إعدامهم ميدانياً بشكل جماعي.

وأحصت المصادر الفلسطينية سقوط نحو 520 ضحية جراء المذبحة، سواء عبر الإعدامات الميدانية أو في القصف العشوائي الجوي أو البحري.

مذبحة حي الشجاعية

في الثامن من يوليو/تموز 2014، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية على قطاع غزة، أطلقت عليها: "الجرف الصامد". وهو ما ردت عليه المقاومة بعملية عسكرية، سمتها من جهتها: "العصف المأكول".

وتصادف وقوع هذه الأحداث مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما لم يعره الاحتلال الإسرائيلي أي اهتمام، وواصل قصفه مدنيّي القطاع. وفي 20 يوليو/تموز 2014، شن الطيران العسكري الإسرائيلي قصفاً عشوائياً على حي الشجاعية وسط غزة، مسقطاً عشرات المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال.

وقدرت وزارة الصحة الفلسطينية وقتها عدد الضحايا بـ74 شخصاً، بينهم 14 امرأة وأربعة مسنين و17 طفلًا، أصغرهم يبلغ من العمر عامين.

واستمرت حرب 2014 لنحو 51 يوماً، فيما اعتبر أطول وأعنف عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 2139 وجرح 11128 مواطناً فلسطينيا.[1]

_________

المصدر:

[1] https://www.trtarabi.com/explainers/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D8%AC%D8%B...

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
12 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.

سایر تصاویر

مايو 12, 2024    0
مايو 12, 2024    0
مايو 11, 2024    0