- الوهابية لا يكنون لاهل البيت عليهم السلام احتراما ويعدون التباهي بالانتماء إلى خاتم المرسلين وسيّد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله بدعة وضلالة.
هناك سؤال يطرح بين الحين والآخر: ترى ما هو موقف الوهابيّة من الذريّة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام؟
إليك شطرا مما قال رأسهم ورئيسهم محمد بن عبد الوهاب النجدي في كتابه مسائل الجاهليّة:
الافتخار بكونهم من ذريّة الأنبياء عليهمالسلام ، فردّ الله عليهم بقوله : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [١].ثمّ يذكر قول البعض : أنا علويٌّ ، أو حسنيٌّ ، أو حسينيٌّ [٢].
فالتباهي بالانتماء إلى فخر ربيعة ومضر، خاتم المرسلين وسيّد البشر محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله هو بدعة وضلالة، ومن آثار الجاهليّة عند القوم.
إنّ هذا التصريح من قرن الشيطان محمد بن عبد الوهاب بغمط فضل آل البيت عليهم السلام، ومحاولته لزرع العقيدة الناصَّة على أنه لا قيمة لأن يكون الإنسان من آل البيت ومن تلك الذريّة الطاهرة عليهم السلام، واستعمال الآية في غير موضعها، والتظاهر بالاستدلال بالقرآن لطمس قول الحقيقة [٣]، والكثير الكثير من الآيات المباركة التي رفعت شأنهم وعظّمت مكانتهم في الدنيا والآخرة، والتي منها :
(قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) [4] و (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [5] وآية (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) [6].
ثمّ إنّنا نرى على أرض الواقع أنّ هؤلاء لا يكنون لأهل البيت احتراما إطلاقاً، بل إذا وجدوا عالماً من آل البيت فإنّهم يطعنون في نسبه محاولين إزاحة هذا الشرف عنه، ثمّ في ردّهم عليه نراهم لا يحترمونه البتة، وإنّما يحترمون أهل نحلتهم أثناء ردّهم على أحد منهم إذا أخطأ في مسألته.
ومن ذلكم: أنّ وجههم الألباني عندما كان يردّ على الأشراف الغماريين فيما يسوِّده، فإنّه كان يكيل الشتائم لهم و يعبّر بأسوأ أنواع التعبير في الخطاب، ويستعمل كلمات هابطة والفاظ نابية لا تدلّ على الاحترام! بينما يعبّر في حقّ ابن باز أثناء ردّه عليه بعبارات التوقير والإجلال والاحترام! وما ذلك إلاّ للنّصب الذي يحملونه في صدورهم [7]، فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
المصادر:
[١]ـ سورة البقرة : الآية ١٤١.
[٢]ـ مسائل الجاهليّة ص ١٣٢ ، ط ص مؤسسة مكة ، توزيع الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنوّرة.
[٣]ـ السلفية الوهابيّة ص ٦٨.
[4]ـ سورة الشورى : الآية ٢٣.
[5]ـ سورة الأحزاب : الآية ٣٣.
[6]ـ سورة آل عمران : الآية ٣٤.
[7]ـ السلفية الوهابيّة ص ٦٧.