واقعة كربلاء تحمل في طياتها العديد من المآسي والآلام. ومن بينها إصابة الإمام الحسين عليه السلام بسهم ثلاثي الشعب في قلبه، وسنبحث الشكوك التي أثيرت حولها، موضحين مدى مصداقيتها وفق المصادر المعتبرة.
إحدى المصائب التي حدثت للإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء هي إصابته بسهم ذو ثلاث شعب في قلبه الطاهر، وعندما سحب الإمام السهم نزف الدم مثل الميزاب. مما دفع البعض أن يشكك في هذا الأمر بحجة أنه غير معقول، ويعده من الخرافات دون تقديم أي دليل.[1]
فقد نقل في "مثير الأحزان": "وقف وقد ضعف عن القتال، فأتاه حجر على جبهته، ثم أتاه سهم ذو ثلاث شعب مسموم، فوقع على قلبه..."[2]
وقال في بحار الأنوار: "فأتاه سهم محدد مسموم ذو ثلاث شعب، فوقع السهم في صدره، وفي بعض الروايات على قلبه...فانبعث الدم كالميزاب."[3]
وقال السيد بن طاووس: "فانبعث الدم كالميزاب."[4]
كما نقل الخوارزمي في "مقتل الحسين" والقندوزي الحنفي في "ينابيع المودة"[5]نفس العبارة.
الإمام الحسين يلطخ لحيته بالدم
وفي كتاب "ذريعة النجاة": "...انبعث الدم كالميزاب. فوضع يده على الجرح، فلما امتلأت رمى به إلى السماء، فما رجعت من ذلك الدم قطرة. وما عُرفت الحمرة في السماء حتى رمى الحسين بدمه إلى السماء. ثم وضع يده ثانية فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وقال: هكذا أكون حتى ألقى جدي رسول الله وأنا مخضب بدمي وأقول: يا رسول الله قتلني فلان وفلان."[6]
ومن الناحية العقلية، لا يوجد ما يمنع أن ينزف الدم مثل الميزاب من قلب الإمام الحسين عليه السلام، لأن إصابة سهم مسموم وثلاثي الشعب للقلب، وهو مكان يحتوي على كمية كبيرة من الدم، من الطبيعي أن يتسبب في نزف كبير. ولا نعرف هدف مثير الشبهة من التشكيك في هذه الأمور، وهل يعد إنكار مصائب أهل البيت منهجاً بحثيّاً؟ هذه المصائب مذكورة في مصادر متعددة ومشهورة، في الختام، لا يمكن رفض أو التشكيك في مسألة ما بناءً على ادعاء دون دليل.
اتضح إذن أن حادثة إصابة الإمام الحسين عليه السلام بسهم ثلاثي الشعب ونزف الدم بغزارة، هي حادثة موثقة بالروايات المختلفة التي تناولت هذا الحدث وتؤكد على وقوعه وتفاصيله، مما يدحض الشكوك التي أثارها البعض حوله. إن رفض هذه الحادثة بناءً على ادعاءات غير مدعومة بالدليل يتنافى مع المنهج العلمي في التحقيق التاريخي.
المصادر:
[1] . عاشورا پژوهی، صحتی سردرودی، ص119.
[2] . مثیر الاحزان، ابن نما الحلي، ص73.
[3] . بحارالانوار، محمد باقر المجلسي، ج45، ص53.
[4] . اللهوف في قتلى الطفوف، ابن طاووس، ص51.
[5] . مقتل الحسین، ج2، ص34، ینابیع المودة، ص418.
[6] . ذریعة النجاة، محمد رفيع التبريزي، ص255.