جراحات الإمام الحسين بين الحقيقة والتضخيم

من التحريفات التي قام بها البعض تحت مبدأ "واحد يروي والآخر يبالغ" هو عدد جراحات الإمام الحسين عليه السّلام. حيث يقول: إن عدد الجراحات قد تم تغييره في كتب المقاتل من 63 جرحاً إلى 120 و320 و1900 و4180 جرحاً.[1]

ونقول في الرد: ماذا تريدون أن تثبتوا؟ هل تسعون لتقليل مظلومية الإمام الحسين عليه السّلام؟ أم تقليل مقدار الدموع التي يذرفها الناس على جسد لم يبق فيه مكان سالم؟ أم تريدون القول بأن أعداء الإمام الحسين عليه السّلام لم يكونوا قساة القلوب؟ في حين أن كتب التاريخ والمقاتل مليئة بجرائم هؤلاء الطغاة. لماذا تأخذون أقل عدد من الجراحات كمقدار مسلم به وتعدّون ما زاد عليه من التحريفات؟

جسد الإمام الحسين صار كالقنفذ

والروايات وردت في أن جسد الإمام الحسين عليه السّلام كان مليئًا بالجراحات حتى صار كالقنفذ...[2]وقال الشيخ الصدوق: "أصيب الحسين بن علي ووجد به ثلاثمائة وبضع وعشرون طعنة برمح أو بسيف أو رمية سهم، وروي أنها كانت في المقدمة لأنه كان لا يولي...".[3]

ونقل العلامة المجلسي عن الإمام الباقر عليه السّلام: "أصيب الحسين ووجد به ثلاثمائة وبضع وعشرون". وفي نقل آخر ورد أن عدد الجراحات كانت 1900 جرح.[4]وفي رواية أخرى جاء أن عدد السهام والجراحات التي أصابت الجسد المبارك كان أربعة آلاف وثمانين جرحًا بسيف أو رمح.[5]

والنقل الذي أورد أعدادًا كبيرة لا يمكن استبعاده، لأن هناك، بالإضافة إلى الذين كانوا يحملون السيوف والرماح، قد نقل ابن شهرآشوب وغيره: أن 4180 رامي سهم قد حملوا على الإمام الحسين عليه السّلام "حملوا بالطعن مئة وثمانين وأربعة آلاف بالسهام".[6]

ومن القرائن على إمكان كثرة الجراحات، قساوة قلوب الأعداء، بحيث صار جسد الإمام بكثرة السهام والرماح كالقنفذ، من هذا يتضح أن الجسد المبارك كان مليئًا بالجراحات. في الأقل، لا يمكن القول بما زعمه المدّعي بوجوب حصر عدد الجراحات بـ63 واعتبار ما زاد على ذلك من التحريفات.

المصادر:

[1] . عاشورا پژوهی، صحتی سردرودی، ص 56.

[2] . اثبات الوصیة، المسعودی، ص 178.

[3] . أمالي الصدوق، الشيخ الصدوق، ص164.

[4] . بحارالانوار، محمد باقر المجلسي، ج45، ص53.

[5] . عین الحیاة، محمد باقر المجلسي، ص527.

[6] . مناقب آل ابی طالب، ابن شهر آشوب، ج 3، ص303.