ابن تيمية وأهل البيت

09:00 - 2022/02/23

-إنّ من المجمع عليه بين المسلمين أنّ لأهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله) منزلة عظمى أثبتها القرآن وأثبتها الرسول (صلى الله عليه وآله) وأيقن بها المسلمون، ولم يمار فيها إلا من كان في قبلة مرض.

ابن تيمية وأهل البيت

بالمراجعة الى مصنفات ابن تيمية نجده ابتداء يثبت شيئا مما ورد في منزلتهم العظمى وتقديمهم على سائر الأمة، فيقول:

إن بني هاشم أفضل قريش، وقريش أفضل العرب، والعرب أفضل بني آدم، كما صح ذلك عن النبي (ص) قوله في الحديث الصحيح: " إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش ".

- وفي صحيح مسلم عنه أنه قال يوم غدير خم:

" أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".

- وفي السنن أنه شكا إليه العباس أن بعض قريش يحقرونهم، فقال: " والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي ".

- ثم قال: وإذا كانوا أفضل الخلائق فلا ريب أن أعمالهم أفضل الأعمال.[1]

الى هنا يُظهر لنا ابن تيمية انه كسائر المسلمين يعترف بحق اهل البيت عليهم السلام، ولكن كما قال الشاعر:

 (مهما تكن عند امرئ من خليقة * وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ)

وهذا ما ينطبق على ابن تيمية تماماً، فإنه كشف فيما بعد عن عقيدته في أهل البيت وموقفه منهم بكل صراحة وبوضوح لا غبار عليه، ويمكن إجمال ذلك بالنقاط التالية:

أ - الميل إلى جانب أعدائهم على الدوام:

لقد كان ابن تيمية صريحا في ميله إلى جانب أعداء أهل البيت، ودفاعه عنهم بكل ما يمتلك من قدرة على الجدل ولف في القول والتواء في الكلام، يكافح عنهم، ويختلق لهم الأعذار، ويبرر عداءهم لأهل البيت، يكذّب لأجلهم أحاديث الرسول وأئمة السلف من الصحابة والتابعين، ويكذّب لأجلهم حقائق التاريخ التي تواتر نقلها وأجمع عليها أهل العلم قاطبة، ويزوّر لأجلهم حقائق أخرى بأسلوب يتنزه عنه العلماء، بل حتى العوام والبسطاء ..

وله في هذا كلام كثير وسنكتفي بذكر القليل من شواهد ذلك وبكل إيجاز:

صنف كتابا أسماه (فضائل معاوية وفي يزيد وأنه لا يسب).

هذا مع أن الذي ثبت عن السلف أنه لا يصح في فضائل معاوية ولا حديث واحد. نقل ذلك الحافظ الذهبي عن إسماعيل بن راهويه الذي كان يقرن بالإمام أحمد بن حنبل.[2]

وثبت ذلك عن النسائي صاحب السنن، الذي طلب منه أهل دمشق أن يكتب في فضائل معاوية فقال: ما أعرف له فضيلة إلا: " لا أشبع الله بطنه "![3]

وثبت عن الحسن البصري أكثر من ذلك، حيث قال: أربع خصال كن في معاوية، لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخدامه بعده ابنه - يزيد - سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله (ص):

" الولد للفراش وللعاهر الحجر "، وقتله حجر بن عدي وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر، ويا ويلا له من حجر!![4]

والذي ثبت عن علي بن أبي طالب وسائر أئمة أهل البيت وابن عباس وأبي ذر وعمار وعبادة بن الصامت وغيرهم في طعن معاوية أشهر من أن يذكر.

أما في يزيد فقد زور كل ما ثبت من حقائق التاريخ وكلام السلف فيه وافترى عليهم كثيرا لأجلف أن يختلق عذرا ليزيد.

فقال: إن يزيد لم يظهر الرضى بقتل الحسين، وإنه أظهر الألم لقتله![5]

فهل أتى بهذا الكلام من إجماع السلف، أم هو من محض الهوى؟

المصادر:

[1] - رأس الحسين: 200 ، 201

[2] - سير أعلام النبلاء، ج3 ، ص 132

[3] - سير أعلام النبلاء، ج 14 ، ص 125، وفيات الأعيان ج1، ص 77

[4] - الكامل في التاريخ، ج3،  ص487، تهذيب تاريخ دمشق ج2 ، ص 384

[5] - رأس الحسين، ص 207

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.