ضعف عقيدة الصحابة برسول الله

12:01 - 2022/06/18

إن الله سبحانه وتعالى أمر بإطاعة الرسول صلى الله عليه وآله في آيات كثيرة منها قوله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) وهذه الآيات لها دلالات واضحة في وجوب طاعة الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم في أقواله وأوامره ونواهيه لأنه (ما ينطق عن الهوى) لكن بالرجوع الى سيرة الصحابة ومواقفهم تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله، لا نجد تلك الطاعة منهم كما يريدها الله سبحانه وتعالى.

ضعف عقيدة الصحابة برسول الله

ضعف عقيدة الصحابة 

إن حاطب بن أبي بلتعة كان قد أسلم وهاجر إلى المدينة ، وكان عياله بمكة . وكانت قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، فصاروا إلى عيال حاطب ، وسألوهم أن يكتبوا إلى حاطب ، يسألونه عن خبر محمد « صلى الله عليه وآله » هل يريد أن يغزو مكة ؟ فكتب إليهم حاطب بذلك [1].

فاستدعى « صلى الله عليه وآله » أمير المؤمنين «عليه السلام» لعلمه بضعف عقيدة الصحابة وقال له : « إن .. الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق ، فخذ سيفك والحقها ، وانتزع الكتاب منها ، وخلها ، وصر به إلي » . ثم استدعى الزبير بن العوام وقال له : « امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه » . فأدركا المرأة ، فسبق إليها الزبير ، فأنكرت ، وحلفت : أنه لا شيء معها ، وبكت .

عقيدة الصحابة 

نموذج ضعف عقيدة الصحابة

فقال الزبير : ما أرى يا أبا الحسن معها كتاباً ، فارجع بنا إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » نخبره ببراءة ساحتها . فقال له أمير المؤمنين « عليه السلام » : يخبرني رسول الله « صلى الله عليه وآله » أن معها كتاباً ، وتقول أنت : لا كتاب معها ؟ ! ! ثم اخترط السيف فقال : أما والله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ، ثم لأضربن عنقك . فقالت : إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني ، فكشفت قناعها ، وأخرجت الكتاب  فأخذه أمير المؤمنين « عليه السلام » ، وصار به إلى النبي « صلى الله عليه وآله » .

حاصل ضعف عقيدة الصحابة:

أوّلاً:  يقين علي « عليه السلام » وريب غيره، لأن ما جرى في تلك الحادثة كشف ضعف عقيدة الصحابة و أن قول رسول الله « صلى الله عليه وآله » لم يوجب للزبير وأضرابه اليقين الكافي بوجود الرسالة معها . . بل هم قد صدقوها ، أو حكموا ببراءتها ، ولزوم إخلاء سبيلها . . وتصديقها معناه تكذيب رسول الله « صلى الله عليه وآله » . .

ثانياً: إن ما حصل من  ضعف عقيدة الصحابة قد أفهم الجميع بأن عليهم أن يتلمسوا مدى التفاوت بين علي عليه السلام ، وبين سائر من شارك في هذا الأمر . . فلا يقاس أحد منهم به وبما له من معرفة ، ووعي ويقين ، وصحة تدبير ، وكيفية نظرته للوحي الكريم وللنبي العظيم ، وتعامله مع أوامره ، واخباراته ، وسائر ما يصدر عنه . . وأن ما يدعيه الآخرون لأنفسهم ، أو ما يدعيه الناس لهم ، من مقامات وبطولات ، وخصائص وميزات ، وجهاد وتضحيات ، ما هو إلا زيف خادع ، وسراب لامع .

ثالثاً: ليس ضعف عقيدة الصحابة هي الوحيدة في حياتهم ، فقد مرّ في المقالة السابقة عصيان ابي بكر وعمر أمر النبي « صلى الله عليه وآله » في قتل رأس الخوارج حيث قال لأبي بكر : إذهب فاقتله . فذهب إليه ، فرآه على حال عبادة ، فكره أن يقتله  ثم أمر عمر فذهب ورجع مثل صاحبه. فقال لعلي « عليه السلام » : اذهب فاقتله . . فذهب إليه فلم يجده .[2]

وهكذا نجد الكثير منهم لا ينصاع للأوامر النبوية لضعف عقيدة الصحابة به صلى الله عليه وآله وسلم.

المصادر:

[1] - تفسير القمي، ج 2 ، ص 361.

[2] - مسند أحمد، ج 3 ،ص 15.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.