-بين القرآن الكريم أنواع القلوب فمنها الصالحة القريبة من ربها، ومنها الطالحة التي استحوذ عليها شيطانها.
القلب له مركزية عظيمة وجليلة في الإسلام لاتخفى على كل ذي بصيرة، فهو محل الإيمان أو الكفر، وبصلاحه تصلح سائر الجوارح، وبفساده تفسد سائر الجوارح. رُوي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".[1] لذا لم يكن نظر الله سبحانه وتعالى من عبده إلى ماله أو صورته أو نسبه أو عشيرته أو لونه، بل إلى قلبه وعمله، وهذا ما نطالعه في وصية النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم للصحابي الجليل أبا ذر رضوان الله عليه حيث يقول له: " يا أبا ذر إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".[2]
وإذا ما جئنا إلى الحديث عن أنواع القلوب في القرآن الكريم نجد أنه بين لنا أنواعها وأعطانا صورة واضحة عنها وهذا ما سنسرد بعضه في الأسطر التالية:
أولا: القلوب الطيبة، ومنها:
1. القلب المنيب: وهو قلب دائم الرجوع والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى ومقبل على طاعته قال تعالى: { مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍۢ مُّنِيبٍ}.[3]
2.القلب السليم: وهو القلب المخلص لله سبحانه وتعالى والخالي من الكفر والنفاق قال تعالى: { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }.[4]
3.القلب الوجل: وهو ذلك القلب الذي يخاف الله تعالى أن لا يقبل منه العمل ولا ينجو من العذاب، فهو في حالة خوف ووجل، قال تعالى: { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ}.[5]
4.القلب التقي: وهو الذي يعظم شعائر الله سبحانه وتعالى ويُلزم نفسه بها، قال تعالى: { ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ }.[6]
ثانيا: القوب الخبيثة، ومنها:
1.القلب الأعمى: وهو القلب الذي لا يبصر ولا يدرك الحق ويعتبر صاحبه، قال تعالى: { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ٱلْأَبْصَٰرُ وَلَٰكِن تَعْمَى ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ }.[7]
2.القلب اللاهي: هو القلب الغافل عن القرآن الكريم مشغول بالدنيا وشهواتها، ولاه الآخرة وما فيها، قال تعالى: { لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ }.[8]
3.القلب الآثم: وهو القلب الذي يكتم شهادة الحق وربما شهد الزور. قال تعالى: { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}.[9]
رزقنا الله القلوب المنيبة إلى طاعة ربها مسارعة.
_____________
المصادر:
[1] بحار الأنوار، ج٥٨، ص٢٣.
[2] بحار الأنوار، ج٧٤، ص٨٨.
[3] سورة ق.الآية33.
[4] سورة الشعراء، الآية88و89.
[5] سورة المؤمنون، الآية60.
[6] سورة الحج، الآية32.
[7] سورة الحج، الآية46.
[8] سورة الأنبياء، الآية3.
[9] سورة البقرة، الآية283.