استبعاد طول عمر الإمام المهدي

طول عمره عليه السلام : استبعد بعض المتطفلين في بقاءه عليه السلام طول هذه الفترة، فقالوا :إن طول عمر فرد بهذا العمر المديد محال عادة مطلقاً، أو في أمّة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم لحديث "أعمار أمّتي بين الستين والسبعين"[1] أو قالوا :" لا نستبعد أن يطيل الله عمر إنسان . لكن لا يمكن الاعتقاد بحدوث هذا عن طريق القياس"، لأن القياس في الفروع مرفوض عند الشيعة، فكيف في الأمور التاريخية والعقائدية.[2]

المهدي عليه السلام

وقد فاتهم أن القياس في مثل هذه الموارد التي قد لا يدركها الإنسان إلا عن طريق التشبيه والقياس، أمر وارد، قال تعالى:" ويضرب الله الأمثال للناس "[3]

وقال تعالى في المنكرين لبعض الأمور الاعتقادية كالمعاد:" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة "[4]

و قال نجم الدين الصرصري: "غالب ما احتج الله - سبحانه وتعالى - به على خلقه، والأنبياء عليهم السلام على أممهم بالبراهين الجلية والأقيسة العقلية، وذلك في أصول الديانات التي الخطأ فيها كفر"[5]

لكنْ هؤلاء المنكرون في موضوع المهدي عليه السلام لم يفرقوا بين القياس في أحكام الشريعة المنهي عنه، في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، لعدم إحراز علة الحكم التي بنى الشارع عليها حكمه، وبين القياس في مجال المعقولات الذي لا شبهة فيه.

وعليه فالمشككون ليس بأيديهم حجة ولا برهان في تشكيكهم، ولا يملكون سندا علميا أو تاريخيا مقبولا ومنطقيا في نفي وجوده عليه السلام، وإنما هي مجرد ظنون وأوهام، أو افتراضات وحدوس سرعان ما تتهاوى أمام الأدلة والبراهين المتينة، سواء الروائية والتاريخية والعقلية كما سطرها وحققها المثبتون لولادة الإمام المهدي عليه السلام واستمرار وجوده الشريف المبارك.

إن منهج المنكرين يقوم على أسلوب كان قد اتبعه المستشرقون، ويتمثل - كما يرى المستشرق المنصف آربري[6] - " باقتطاع النصوص من سياقها، وبالتحليل السطحي . . " هذا فضلا عن المغالطات كالإحالة إلى المصادر بصورة غير دقيقة، وكالتدليس والكذب في نسبة الآراء.

[1] . الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة،ج 1،ص 52.

[2] . بحث حول المهدي عليه السلام، ص 28.

[3] . سورة إبراهيم، الآية 26.

[4] . سورة يس، الآية 78 -79.

[5] . شرح مختصر الروضة، ج 3، ص 257.

[6] . المستشرقون والإسلام ، ص 19.