فكرة الإمام المهدي وأصالتها

المهدي فكرة أصيلة : العقيدة المهدوية عقيدة راسخة عند الناس، واستغلها بعض الادعياء فادعوا المهدوية، مما دفع بعض الكتاب ليجعلها سببا لإبطال أصل القضية، وهذا غير تام لأن لازم ذلك إبطال النبوات لكثرة المدعين لها.

إن قصور فهم البعض من المستشرقين أمثال جلدزيهر وفلهاوزن ومكدونالد عن إدراك أسرار هذه العقيدة، أدى الى التشكيك بها وتشويش أذهان الامة، وسار على منهجهم عدد من تلامذتهم من أبناء الاسلام.

ثم سلك هذا المسلك الوهابية في التشكيك بعقيدة المهدي المنتظر عليه السلام وليس لدى الجميع ما يدعم انكارهم من الادلة بل الدليل قائم على خلاف مذهبهم.

انكار المهدي انكار الإيمان بالغيب

إن المنكرين للإمام المهدي عليه السلام ينطلقون من دوافع لا تنسجم مع منهج الاسلام الذي يعتمد على العقل والمنطق والفطرة ويقوم على ضرورة الايمان بالغيب، والقرآن يدعو الى ذلك كقوله تعالى "ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب"[1]

وفي الحديث النبوي كذلك،[2] وهذا الايمان بالغيب سواء تعقله الانسان أم لا، فإنه مأمور بالايمان به غير معذور بالانكار، لأن هذا الايمان من لوازم الاعتقاد بالله وبصدق أنبياءه الذين يخبرون بما يوحى اليهم، فهو مثل الايمان بالملائكة والجن وعذاب القبر والبرزخ وغير ذلك من المغيبات، فكل تشكيك بالمهدي عليه السلام، انما يتعلق بأصل التصديق بالغيب.

لذا حاول المنكرون أن ينأوا بأنفسهم عن صفة انكار الغيب، باللجوء الى التشكيك بالاخبار الوارة في الامام المهدي عليه السلام أو تضعيف أسانيدها، كما فعل ابن خلدون في تاريخه، وتبعه علي حسين السائح استاذ كلية الدعوة في ليبيا في بحث" تراثنا وموازين النقد"[3]

وبعد أن رأى هؤلاء أنهم لا يستطيعون رد تلك الروايات لكثرتها، أو تضعيفها لتعدد طرقها، لجأوا مرة أخرى الى نسج أساطير حول الامام المهدي عليه السلام كاختراعهم أكذوبة السرداب التي لا اصل لها وقد ناقشها العلامة الاميني مناقشة وافية.[4]

المصادر:

[1] . سورة البقرة، الآية 2-3.

[2] . التاج الجامع للاصول في احاديث الرسول،ج5،ص300.

[3] . مجلة كلية الدعوة الاسلامية الصادرة في ليبيا.

[4] . الغدير، ج3، ص308 -309.