سفن النجاة

سفينة نوح كانت هي الملجأ الوحيد لنجاة الناس من الطوفان في ذلك الوقت، وعلى هذا الاساس فأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وفقا لحديث سفينة نوح، هم الملجأ الوحيد لنجاة الأمة من الحوادث والوقائع الخطرة التي طالما تؤدي الى انحراف البشرية وضلالها.

لقد طغى طوفان الفكر والعقائد في المجتمع الإسلامي بعد رحلة الرسول، وبقي الطريق الوحيد لنجاة هذه الأمة، وهو الالتجاء الى مذهب أهل البيت عليهم السلام دون المذاهب الأخرى التي اصطنعتها السلطات الحاكمة، والتي لا علاقة لها بأهل البيت عليهم السلام، وهذا الامر لا يخفى على ابن عمر الذي ذهب الى حكام بني أمية يبايعهم على الطاعة ويقرء لهم حديث " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"[1]

انحصار النجاة بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله

لقد سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله عن عدد الخلفاء من بعده فأجابهم كما في رواية أحمد عن مسروق، قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرءنا القرآن، فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله صلى الله عليه وآله كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود، ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك، ثم قال: نعم لقد سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: كعدد نقباء بني إسرائيل.[2]

والمستفاد من خلال السؤال والجواب، أن المراد من الخلفاء هم أصحاب الإمامة الشرعية الذين عيّنهم الرسول بالنص بأسمائهم وأولهم الامام علي وآخرهم الامام المهدي عليهم السلام.[3]

وليس سؤال الصحابة عن الخلفاء يراد به من تأمّر على الناس بالتغليب، ضرورة أن السلطة الظاهرية تحصل في أكثر الأوقات ولم يبتنِ عليها دين، والسلاطين بلا نص لا ينحصرون بعدد عادة، ولا يحتاج الى السؤال عن عددهم، لأنّ العادة جرت على وجود مثلهم في كل زمان. ومن الواضح أنه لا قائل بالحصر في الإمامة الا الشيعة، فإنهم يعتقدون بحصر الإمامة في الأئمة الإثني عشر عليهم السلام.

وبهذا ثبت أن المراد بالإثني عشر هم الذين نص عليهم الرسول صلى الله عليه وآله ومن لم يلتحق بركبهم ويقتدي بهم غرق في ظلمات الجهل وهوى في جهنم، فهؤلاء هم الذين لهم الزمامة الكبرى على الأمة لا غيرهم.

المصادر:

[1] . صحيح مسلم،ج6،ص22.

[2] . مسند أحمد، ج1، ص298 و406.

[3] . فرائد السمطين،ج2، ص133،ح432.