الحجاب والحرية

الحجاب والمرأة : قالوا: كل إنسان نبيل وحر، ذكر كان أو أنثى، أبيض أو أسود، خاضع لأي بلد أو دين. لو دعا المرأة لارتداء الحجاب، فهذا تجاهل لحقها في الحرية وإهانة لكرامتها الإنسانية، وبعبارة أخرى، هو ظلم جسيم للمرأة.

الصورة الخاطئة عن الحجاب

ما صوّروه عن الحجاب غير صحيح، لأن وجوب الحجاب في الإسلام، يعني عليها أن تَحترم صفةً معينةً في ارتداء الثياب في المجتمع وتعاملها مع الرجال. وهذا الواجب لا يُفرض على الإنسان، ولا يتعارض مع كرامته، ولا يعتبر انتهاكًا لحقوقه الطبيعية التي خلقها الله له.

إذا كان مراعاة بعض المصالح الاجتماعية يُلزم المرأة أو الرجل بتبني طريقة معينة في المجتمع والسير بطريقة لا تزعج سلامة الآخرين، ولا تزيل التوازن الأخلاقي، فلا يمكن أن يطلق على مثل هذا الأمر "السجن" أو "العبودية" ولا يمكن اعتباره ضد كرامة الإنسان وضد مبدأ "حرية" الفرد.

في البلدان المتحضرة توجد حاليًا مثل هذه القيود على الرجال. فإذا غادر الرجل منزله عارياً أو مرتدياً بيجامة أو ثياب النوم، فستوقفه الشرطة وتعتقله لأن هذا الفعل مخالف لكرامة المجتمع.

وبنا على هذا، فاذا ألزمت المصالح الأخلاقية والاجتماعية أفرادَ المجتمع على اتباع أسلوب معين في البيئة الاجتماعية، مثلا الخروج بملابس كاملة، فإن هذا الالزام لا يسمى عبودية ولا سجنًا، ولا هو ضد الحرية وكرامة الإنسان.

وحجاب المرأة في حدود الإسلام، تجعلها مكرمة ومحترمة، لأنه يحميها من اعتداءات الفاسقين والساقطين.كما أشار الى ذلك القرآن الكريم.[1]

إن كرامة المرأة تتطلب أن تكون محتشمة وكريمة عند خروجها من المنزل، فلا تستخدم ما يثير الرجل في سلوكها ولباسها.

نعم، لو قيل إنه يجب حبس المرأة في المنزل، وإغلاق الباب عليها، وعدم السماح لها بالمغادرة، فهذا بالطبع ضد الحرية وكرامة الإنسان، وما أعطاه الله للمرأة من حقوق. وهذا لم يكن وليس في الإسلام.

وإذا سألت الفقهاء هل يحرم خروج المرأة من المنزل أو مشاركتها في الاجتماعات وفي المساجد والتجمعات الدينية، أو أن تدرس وتتعلم الفنون والحرف، لكان الجواب بالنفي.

اذن فما أوردوه على الحجاب، ناشئ من عدم فهمهم لحكمة ذلك، وتسرع في الحكم على مثل هذه الظاهرة النافعة للمجتمع والمؤثرة في حفظ النظام الاجتماعي من الانحراف.

المصدر

[1] . سورة الأحزاب، الآية 32.