خروج الإمام الحسين لطلب الإصلاح

13:51 - 2023/07/16

-غيّر معاوية وبدّل حتى لم يبق من الاسلام في آخر عهده الا اسمه ومن القرآن الا رسمه، فما كان أمام سبط الرسول الا واحدة من اثنتين: البيعة أو القتال، والبيعة معناها اقراريزيد على أفعاله وتصديقه لأقواله.

امتنع الإمام الحسين عليه السلام من بيعة يزيد لأفعاله وأقواله التي روتها كتب الحديث والسيرة، قال في تاريخ ابن كثير: كان يزيد صاحب شراب،[1] واقبال على الشهوات وترك بعض الصلوات.[2]

ولما أراد معاوية أن يأخذ البيعة ليزيد من الناس، طلب من زياد أن يأخذ بيعة المسلمين في البصرة، فكان جواب زياد له: ما يقول الناس إذا دعوناهم إلى بيعة يزيد، وهو يلعب بالكلاب والقرود، ويلبس المصبغات، ويدمن الشراب، ويمشي على الدفوف وبحضرتهم الحسين بن علي، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، ولكن تأمره يتخلق بأخلاق هؤلاء حولا أو حولين فعسينا أن نموه على الناس.[3]

وروى صاحب الأغاني وقال: كان يزيد بن معاوية أول من سن الملاهي في الاسلام من الخلفاء وآوى المغنين وأظهر الفتك وشرب الخمر، وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه، والأخطل - الشاعر النصراني - وكان يأتيه من المغنين سائب خاثر فيقيم عنده فيخلع عليه . ..[4]

الحسين

عزم الإمام الحسين الخروج الى مكة

كان هذا شيئا من سيرة يزيد، ولما بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه في رجب سنة ستين وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، لم يكن ليزيد همة حين ولى الا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية الإجابة إلى بيعة يزيد حين دعا الناس إلى بيعته وانه ولى عهده بعده والفراغ من أمرهم، فكتب إلى الوليد يخبره بموت معاوية[5] وأن يأخذ البيعة من الإمام الحسين عليه السلام وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير.

وجاءه محمد بن الحنفية لما عزم الخروج من المدينة وطلب منه الذهاب الى مكة، فقال الإمام الحسين عليه السلام:

جزاك الله يا أخي عنى خيرا لقد نصحت وأشرت بالصواب وأنا أرجو أن يكون إن شاء الله رأيك موفقا مسددا وانى قد عزمت على الخروج إلى مكة، وقد تهيأت لذلك أنا وإخوتي وبنو إخوتي وشيعتي وأمرهم أمري ورأيهم رأيي واما أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عينا عليهم ولا تخف على شيئا من أمورهم.[6]

ثم دعا بدواة وبياض وكتب وصيته لأخيه محمد جاء فيها: وانى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي - صلى الله عليه وآله - أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبى علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد على هذا أصبر حتى يقضى الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين.[7]

المصادر:

[1] . تاريخ ابن كثير، ج 8، ص 228.

[2] . المصدر، ج 8، ص 230.

[3] . تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 220.

[4] . الأغاني، ج 16، ص 68.

[5] . الطبري باب خلافة يزيد بن معاوية، ج 6، ص188.

[6] . فتوح أعثم، ج 5، ص32-33.

[7] . مقتل الخوارزمي، ج 1، ص188.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
16 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.