نساء الطف ودورهن في الملحمة الحسينية

بعد بزوغ شمس الإسلام في العالم وإحياء حقوق المرأة الضائعة في المجتمع، وجدت المرأة هويتها وأصالتها، ومن خلال الحفاظ على القيم الدينية، سعت إلى المشاركة في القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة. وهناك شخصيات من النساء قد تم الحفاظ على أسمائهن عبر التأريخ، حيث شاركن في إحداث ملاحم عظيمة ومخلدة. ومن الأحداث العظيمة في تاريخ الإسلام بل في تاريخ العالم كله، وقعة الطف المأساوية التي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.

الملحمة الحسينية عليه السلام

الملحمة الحسينية منهج سياسي واجتماعي وتربوي عظيم جدا؛ ولو اعتبرنا هذه الملحمة إحياء للإسلام، لوجب أن نقدم للمرأة فيها مساهمة كبيرة؛ لأنه لو لم تكن هناك نساء مؤمنات شجاعات في صحراء كربلاء، لبقيت مهمة الإمام الحسين –عليه السلام- الكبرى ناقصة.

وكم من البسالة والشجاعة التي ظهرت من النساء في هذا المشهد ونقشت في التاريخ إلى الأبد.

نعم، لقد قامت هؤلاء النساء المؤمنات المخلصات البصيرات بواجبهن الديني في انتفاضة عاشوراء، وحافظن على حدودهن الشرعي  بأفضل طريقة ممكنة، وأظهرن أن المرأة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا ومفتخرًا في أكبر وأهم ملحمة ثورية ودينية في عصرها، عسى أن تأتي في المستقبل أيضا نساء بصيرات ملتزمات يواصلن حركتهن في طريق الحفاظ على الأسس والقيم الإسلامية.

مرافقة النساء للإمام الحسين عليه السلام

عندما أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يخرج لمقارعة الظلم والعدوان فلحقت به أيضًا بعض النساء الهاشميات وغير الهاشميات.

إنهن كن نساءً شجائع وقفن أمام الفظائع من خلال استخلاص الخير من الحياة، بخطوات ثابتة وتحت قيادة الإمام الحسين عليه السلام، وخلقن ملاحم بفهم عميق من الثورة الحسينية. وبتجاوزهن الملذات المادية والتغلب على العواطف الجسدية، وصلن إلى مستوى من الإيمان والالتزام وجدن فيه أهلية مرافقة الإمام الحسين عليه السلام والذب عن كيان الإسلام.

خصائص نساء وقعة الطف

وقد اختار الإمام الحسين عليه السلام لرحلته هاته خفرات عالمات فصيحات مؤمنات كي تكتمل الثورة بأحسن وجه.

نعم، لقد كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم أكثر من أي شخص آخر أن هؤلاء النساء العظيمات سيكملن مهمته العظيمة. ولهذا السبب أخذهم معه.

وبالطبع هناك نساء أخريات، رغم أنهن لم يكن من أصحاب الإمام، لكنهن قدمن خدمات جليلة لثورة أبي عبد الله عليه السلام، وهو ما سنتحدث عنه في المقالات القادمة، إن شاء الله تعالى.