نقد الغزالي في تحريم قراءة مقتل الإمام الحسين

11:34 - 2023/09/09

اعتبر الغزالي الصوفي المتعصب قراءة مقتل الإمام الحسين عليه السلام حراما، حتى لا يطعن في الصحابة، وكلامه مخالف لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي أخبر عن استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في موارد مختلفة.

نقل ابن حجر عن الغزالي قوله: "ويحرم على الواعظ وغيره رواية ‌مقتل ‌الحسين وحكاياته وما جرى بين الصحابة من التشاجر والتخاصم فإنه يهيج على بغض الصحابة والطعن فيهم وهم أعلام الدين تلقى الأئمة الدين عنهم رواية ونحن تلقيناه من الأئمة دراية فالطاعن فيهم مطعون طاعن في نفسه ودينه"[1]

إن كلام الغزالي هذا مبني على اعتقاد عدالة الصحابة، والذي قبلوه كمبدأ، وهو اعتقاد باطل، فهم من أجل الابتعاد عن الإيرادات الموجهة على هذا الاعتقاد الباطل، فكروا في محو وجه المشكلة، ولهذا السبب، امتنعوا عن سرد الأحداث التاريخية لبداية الإسلام - وخاصة قراءة مقتل الإمام الحسين عليه السلام واعتبروه حراماً.

إن وجود الروايات في مصادر السنة تدل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله، هو أول من روى قصة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وذرف الدموع على استشهاد حفيده.

كما روى الحاكم النيسابوري عن ‌أم ‌الفضل بنت الحارث، أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني رأيت حلما منكرا الليلة، قال: ما هو؟ قالت: إنه شديد، قال: ما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت خيرا، تلد فاطمة إن شاء الله غلاما، فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت يوما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي ما لك؟ قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "[2]

الحسين

الاقتداء برسول الله في قراءة مقتل الحسين

فهذه الرواية تبيّن أن النبي صلى الله عليه وآله هو أول من روى واقعة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام لأم الفضل، وهذا يدل على جواز نقل مصيبة ابي عبد الله عليه السلام وقراءة مقتله ونقل حكاياته اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله.

ايضا روى ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا على يزيد وقال لا بارك الله فيه" ثم نعى النبي ابنه الحسين عليه السلام وأنه جئ اليه بتربته وقد رأى قاتله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله " أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه إلا عمهم الله بعقاب"[3]

فالنتيجة اذن أن ما قاله الغزالي من تحريم رواية مقتل الإمام الحسين عليه السلام ما هو الا كلام سخيف على خلاف سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله ويتناسب مع سيرة بني أمية.[4]

المصادر:

[1] . الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، ابن حجر الهيتمي، ج 2، ص 640.

[2] . المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، ج 3، ص 194، ط العلمية.

[3] . كنز العمال، المتقي الهندي، ج 12، ص 128.

[4] . منبع المقال: https://www.adyannet.com/fa/news/42762

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.