حقيقة زواج أم كلثوم من الحجاج

من الشبهات التي يعاد نشرها اليوم في الفضاء الالكتروني شبهة زواج أم كلثوم بنت السيدة زينب عليها السلام من أعداء أهل البيت عليهم السلام.

قالوا: لماذا بقيت السيدة زينب عليها السلام في الشام!؟ لماذا لم تبتعد عن محل تواجد قتلة أخيها؟! ثم أجابوا وقالوا: لأن السيدة زينب عليها السلام، زوجت ابنتيها أم كلثوم وأم أبيها من "الحجاج بن يوسف الثقفي" و"عبد الملك بن مروان" مما يظهر التناقض السلوكي عند أهل البيت عليهم السلام.

فمما قالوه في هذا الباب ان "أم كلثوم": تزوجت من القاسم بن محمد بن جعفر. وبعد وفاته تزوجت "الحجاج " وبعد الطلاق تزوجت "أبان بن عثمان بن عفان". و"أم أبيها": تزوجت "عبد الملك بن مروان" وبعد الطلاق تزوجت "علي بن عبد الله بن العباس".[1]

وقيل ان "أم كلثوم" تزوجت "خالد بن يزيد بن معاوية".[2] حفيد معاوية.

والجواب:

أولاً: لقد وقع المستشكل في مغالطة خرقاء، لأن السيدة زينب عليها السلام لم يكن لها ابنة غير "أم كلثوم". و"أم أبيها" هي ابنة "عبد الله بن جعفر" من زوجته الأخرى "ليلى بنت مسعود "

ثانياً: إن مثل هذه الزيجات لا يعد تأييدا لهؤلاء المتعطشين للدماء وسلوكهم الوحشي؛ لأنهم في بعض الأحيان يجبرون الطرف المقابل على الزواج عن طريق التهديد.

ثالثا: أهل البيت عليهم السلام يعارضون هذه الزيجات بقدر استطاعتهم. فقد روي أن معاوية كتب إلى مروان وهو عامله على المدينة أن يخطب ليزيد بنت عبد الله بن جعفر. فقال الحسن عليه السلام: قد رأينا أن نزوجها من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر وقد زوجتها منه، وجعلت مهرها ضيعتي التي لي بالمدينة.[3] وتزوجت بعده من الحجاج.[4]

دفع الله شر الحجاج عن أم كلثوم

وقد جاء في مصادر الأحاديث: أن قصد الحجاج من الزواج بأم كلثوم هو قتلها، وكان أبوها عبد الله قلقاً من ذلك، لذا لما زوّج ابنته من "الحجاج بن يوسف" قال لها اذا دخل عليك الحجاج قولي: «لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِیمُ الْکَرِیمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» لأنه كان يعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وآله، كان إذا أحزنه شيء قال هذا الذكر..[5] وبهذا دفع الله شر الحجاج عن أم كلثوم.

وعليه فتبيّن أوّلاً: أن "أم أبيها" لم تكن ابنة السيدة زينب عليها السلام، ولم يكن لها سوى ابنة واحدة، وأُجبرت على الزواج من الحجاج، وأخيرا طلقها دون أن يصل اليها.

ثانياً: إذا كان قد تم الزواج من الحجاج، فهذا لم يكن بإرادة اهل البيت ورضاهم، بل بالقوة والتهديد.

المصادر:

[1] . المعارف، الدِّينَوري، ابن قتيبة، ج1، ص207.

[2] . الكامل في اللغه والادب،المبرد، محمد بن يزيد، ج، 1ص273.

[3] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي،ج 44، ص 119-120 .

[4] . مسند احمد، ج3، ص285 و286، ح1762.

[5] . عمل الیوم واللیلة، فاروق حمادة، ص410 و411.