ابن تيمية وفاجعة الطف

الامام الحسين عليه السلام  وظلم بني أمية: كل من قرأ تاريخ الاسلام من الصدر الاول، لا يجد فجيعة بأمض من تلك الفجيعة، لكن ابن تيمية يقلل من شأنها ويعظم من شأن بني أمية وآل ابي سفيان ويعتقد أن دعائهم مستجاب حتى في سيد شباب اهل الجنة، الامام الحسين عليه السلام.

يقول ابن تيمية : «ولو قال قائل: إن عليا ظلم أهل ‌صفين والخوارج حتى دعوا عليه بما فعله ابن ملجم، لم يكن هذا أبعد عن المعقول من هذا، وكذلك لو قال: إن آل سفيان بن حرب دعوا على الحسين بما فُعِل به»[1]

لقد ظُلم عليه السلام من بني أمية

اذن ابن تيمية لا يستبعد أن ما جرى على الإمام الحسين عليه السلام كان بسبب دعاء آل ابي سفيان، ولا تفسير لهذا الكلام إلا أن يقال أن الله قد أعمى بصيرة ابن تيمية، و أن الحقد الدفين على آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله دفعه الى مثل هذا القول.

إن استشهاد الامام الحسين عليه السلام على أيدي أراذل الامويين ليست حادثة حدثت فجئةً، بل يمتد جذورها الى انكسار المشركين وكفار قريش وقبائل العرب في مواجهة الاسلام ما أدى الى أحقاد عميقة في نفوس المنافقين الذين استسلموا للواقع السياسي وللهيمنة الاسلامية والنصر الالهي.

إنهم اعلنوا دخولهم في الاسلام وإن لم يبلغ الايمان قلوبهم[2] واضمروا الكفر والعصيان، ولم يستطيعوا أن يجهروا بتلك الاحقاد في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله. حتى حدثت مؤامرة السقيفة، ففتحت أيديهم ومهدت لهم استمرار السيطرة على المسلمين بالقوة والتدليس.

إن فريق الحاكم سلّط على الامة الطلقاء والحاقدين على الاسلام، فأجهروا أحقادهم البدرية والخيبرية والاحدية بصور مختلفة، وظهر هذا الحقد بأبشع صورة في وقعة الطف.

لقد ظهر للناس ظلم بني أمية وانتهاكهم للحرمات، واستهتارهم بالفضيلة حتى صار خلفاؤهم مثلا في الظلم والفسق والتهتك.

يقول الامام علي عليه السلام فيهم: وَ اللَّهِ لاَ يَزَالُونَ- حَتَّى لاَ يَدَعُوا لِلَّهِ مُحَرَّماً إِلاَّ اسْتَحَلُّوهُ- وَ لاَ عَقْداً إِلاَّ حَلُّوهُ- وَ حَتَّى لاَ يَبْقَى بَيْتُ مَدَرٍ وَ لاَ وَبَرٍ- إِلاَّ دَخَلَهُ ظُلْمُهُمْ.[3]

هذا ويعتقد ابن تيمية أن الظالم دعوته مستجابة، على عكس الحديث: " ‌ثلاث ‌دعوات ‌مستجابات ‌لا ‌شك ‌فيهن دعوة المظلوم ودعوة الوالد ودعوة المسافر"[4]

المصادر

[1] . الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية،ج 6،ص 32.

[2] . سورة الحجرات الآية 14.

[3] . شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني، ج2،ص 409.

[4] . مسند أحمد، ج 16،ص 153 ط الرسالة.