بغض عائشة للإمام علي

كان سلوك عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله سلبيّا تجاه أمير المؤمنين عليه السلام سواء في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أم بعد وفاته.

ففي حياته قد قالت لها أم سلمة مذكرة لها بهدف منعها من الخروج : أتذكرين يوم أقبل عليه السلام ونحن معه حتى اذا هبط من فديد ذات الشمال خلا بعلي يناجيه، فأطال، فأردتِ أن تهجمي عليهما فنهيتُكِ فعصيتِني، فهجمتِ عليهما، فما أن لبث أن رجعتِ باكية، فقلتِ لعلي ليس لي من رسول الله صلى الله عليه وآله الا يوم من تسعة أيام، أفما تدعني يابن أبي طالب و يومي؟ فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله عليّ وهوغضبان محمر الوجه، فقال: ارجعي وراءك والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس الا وهو خارج عنالإيمان" فرجعتِ نادمة ساقطة، قالت عائشة نعم.[1]

مع وجود هذا الموقف من عائشة والسلفية[2] تروي نزول الآيات في حقها.كقوله تعالى "إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة"[3]

عائشة بعد وفاة النبي

أما بعد وفاته صلى الله عليه وآله فقد شاركت في الحروب وقادت المعركة والرجال، وارسلت الى رؤساء القبائل تدعوهم الى الحرب تعصّبا منها بالباطل وعداء لأهل البيت عليهم السلام سيما أمير المؤمنين علي بن ابي طالب، وحتى آخر لحظة من حياته فانه لما بلغها شهادته عليه السلام، أنشدت:  فألقت عصاها واستقر بها النوى* كما قرّ عينا بالإياب المسافر.[4]

كانت عائشة لا تطيق حتى ذكر اسمه عليه السلام، فإنها نقلت ان النبي صلى الله عليه وآله في آخر حياته خرج من البيت متكأً على رجلين أحدهما العباس ورجل آخر، ولما نقلوا لابن عباس ما قالته عائشة، قال ابن عباس: وهل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة؟ قلت كلا، قال: هو علي بن اي طالب.[5]

هذا وهم يروون في صحاحهم ومسانيدهم حديث الرسول صلى الله عليه وآله " لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق"[6] وهذه شهادة منهم على ماهية عائشة وما تضمر في قلبها من النفاق والمشاركة في المؤامرة ضد مقاصد النبي صلى الله عليه وآله.

المصادر

[1] . شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد، ج6، ص217-218.

[2] . دقائق التفسير،ج 2، ص 456.

[3] . سورة النور، الآية 23.

[4] . تاريخ الطبري،ج4، ص115. والكامل في التاريخ لابن الاثير، ج3، ص394.

[5] . صحيح البخاري، ج3، ص134.

[6] . صحيح مسلم،ج1، ص61.