الأسرة المثالية

الأسرة المثالية

في هذا البودكاست نلقي نظرة إلى نمط حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب مصباح الأنوار: بحذف الإسناد عن أبي سعيد الخدري، قال: أصبح علي- عليه السلام- ذات يوم فقال:

فاطمة الزهراء سلام الله عليها تكن للإمام علي عليه السلام كل الاحترام

يا فاطمة عندك شي‏ء تغدنيه؟ قالت: لا و الذي أكرم أبي بالنبوة، و أكرمك بالوصية ما أصبح اليوم عندي شي‏ء اغديكه، و ما كان عندي منذ يومين إلا شي‏ء كنت أوثرك به على نفسي و على ابني هذين حسن و حسين.

فقال علي- عليه السلام-: يا فاطمة أ لا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا، فقالت:

يا أبا الحسن إني لأستحيي من إلهي أن تكلف نفسك ما لا تقدر عليه، فخرج علي من عند فاطمة- عليهما السلام- واثقا بالله، بحسن الظن به عز و جل فاستقرض دينارا

فأخذه يشتري لعياله ما يصلحهم، فعرض المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه، و آذته من تحته، فلما رأى علي- عليه السلام- أنكر شأنه، فقال: يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ فقال: يا أبا الحسن خل سبيلي و لا تسألني عما ورائي. قال: يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك. فقال:

يا أبا الحسن رغبت إلى الله عز و جل و إليك أن تخلي سبيلي و لا تكشفني عن حالي.

قال: يا أخي لا يسعك أن تكتمني حالك. فقال: يا أبا الحسن أما إذا أبيت فو الذي أكرم محمدا بالنبوة، و أكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد، و قد تركت عيالي جياعا، فلما سمعت بكائهم لم تحملني الأرض، فخرجت مهموما راكبا رأسي، هذه حالي و قصتي، فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته، فقال: أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني إلا الذي أزعجك، و قد اقترضت دينارا فهاك هو فقد آثرتك على نفسي، فدفع الديا نار إليه و رجع حتى دخل المسجد، فصلى الظهر و العصر و المغرب.

فلما قضى رسول الله- صلى الله عليه و آله- المغرب مر بعلي و هو في الصف الأول، فغمزه برجله، فقام علي- عليه السلام- فلحقه في باب المسجد، و سلم عليه، فرد رسول الله- صلى الله عليه و آله- و قال: يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك؟ فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله- صلى الله عليه و آله- و عرف ما كان من آمر الديا نار، و من اين آخذه، و اين وجهه بوحي من الله إلى نبيه، و آمره ان يتعشى عند علي تلك الليلة، فلما نظر إلى سكوته، قال:

يا أبا الحسن مالك لا تقول لا، فانصرف، أو تقول نعم، فأمضي معك؟ فقال:

حبا و تكرما فاذهب بنا، فأخذ رسول الله- صلى الله عليه و آله- يده فانطلقا حتى دخل علي على فاطمة- عليها السلام- و هي في مصلاها، قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام رسول الله- صلى الله عليه و آله- خرجت من مصلاها، فسلمت عليه، و كانت أعز الناس عليه، فرد السلام و مسح بيديه على رأسها، و قال لها: يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله؟ قالت: بخير. قال:

عشينا رحمك الله، و قعد فأخذت الجفنة و وضعتها بين يدي رسول الله- صلى الله عليه و آله- و علي- عليه السلام-.

فلما نظر علي إلى الطعام و شم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، قالت له فاطمة: سبحان الله ما أشح نظرك و أشده! هل أذنبت فيما بيني و بينك ذنبا أستوجب به منك السخط؟! فقال: و أي ذنب أصبتيه، أ ليس عهدي بك اليوم الماضي و أنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين.

قال: فنظرت إلى السماء، و قالت: إلهي يعلم ما في سمائه و أرضه إني لم أقل إلا حقا. فقال لها: يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه، و لم أشم مثل رائحته قط، و لم آكل أطيب منه؟

قال: فوضع رسول الله- صلى الله عليه و آله- كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي- عليه السلام- فغمزها، ثم قال: يا علي هذا بدل من دينارك إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ثم استعبر النبي- صلى الله عليه و آله- باكيا، ثم قال: الحمد الله الذي أتى لكما قبل أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا، و مجرى فاطمة مجرى مريم بنت عمران كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا.[1]

 

[1] . مدينة المعاجز، البحراني، ج 1، ص 331.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.