عوامل تقديم شكوى ضد إسرائيل من جنوب أفريقيا

رفعت "بريتوريا" دعوى ضد إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في الأيام الأولى من العام الجديد، وأنها ارتكبت ما يخالف قواعد وأنظمة اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية لعام 1948.

واستندت في تقريرها إلى وزارة الصحة في غزة، أنه نتيجة الحرب المستمرة في غزة منذ أكثر من 100 يوم منذ 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 31 ألف فلسطيني في غزة، بينهم ما يزيد على 10 آلاف طفل، وآلاف من النساء وكبار السن. وتستمر هذه المذبحة العلنية من الصهاينة بدعم من أمريكا، مع وجود الاحتجاجات الواسعة النطاق في جميع أنحاء العالم ومطالبة الدول والحكومات بتنفيذ وقف إطلاق النار وإنهاء الإبادة الجماعية والطرد القسري للفلسطينيين.

الإبادة الجماعية

لقد أدان شعب وحكومة جنوب أفريقيا مرارا وتكرارا الحرب الإسرائيلية ضد سكان غزة. ويقول المحامون من جنوب إفريقيا في هذه القضية إن هذا البلد ملزم بالعمل كدولة موقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن الإبادة الجماعية.

إنّ حكومة جنوب أفريقيا تتضامن مع القضية الفلسطينية، لأنها ترى وجود أوجه تشابه كثيرة بين نضال الشعب الفلسطيني ونضالهم ضد الفصل العنصري. إن سياسة الفصل العنصري والتمييز الذي نفذته إسرائيل، كانت تطبقه في السابق حكومة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا، بشكل منهجي ضد الأغلبية السوداء في البلاد، إلى أن أجريتْ أول انتخابات ديمقراطية في عام 1994.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في هذا الصدد: إن معارضتنا للقتل المستمر لشعب غزة دفعتنا كدولة إلى التوجه إلى محكمة العدل الدولية، وباعتبارنا شعباً ذاق ذات يوم الثمار المرة للسلب والتمييز والعنصرية وعنف الدولة، فمن الواضح أننا سوف نقف إلى الجانب الصحيح من التاريخ.

ولهذا السبب، قدمت جنوب أفريقيا في 29 ديسمبر 2023 شكوى إلى محكمة العدل الدولية وطلبت إصدار أمر قضائي مؤقت ضد إسرائيل لأن الهجمات الإسرائيلية على غزة تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية.

قدمتْ جنوب أفريقيا تقريراً كاملاً عن معاناة الفلسطينيين المحاصرين في غزة، وذكرتْ أن هؤلاء الناس غير قادرين على الخروج من هذا الحصار منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ويتعرضون للقصف ليل نهار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالهجمات الجوية والبرية القاتلة.

وعلى الرغم من أن أمريكا وبعض الدول الغربية قد دعمت بشكل علني وبطرق مختلفة، الهجمات الإسرائيلية وأعمالها الإجرامية ضد الفلسطينيين، إلا أن المراقبين الإقليميين يقولون إن الإجراء الذي اتخذته جنوب أفريقيا يعد خطوة فريدة وأول خطوة عملية على الساحة الدولية لمساعدة الشعب الفلسطيني.[1]

المصدر:

[1] . المنبع: B2n.ir/n20712