الإمام الباقر في رواية جابر

يكتب ابن حجر عن الإمام الباقر عليه السلام ويقول:

أبو جعفر محمّدٌ الباقر سُمِّي بذلك مِن بَقَرَ الأرضَ أي شَقَّها وَآثارَ مختبئاتها وَمَكامِنها فلذلك هُوَ اَظْهَرَ مِن مُخْبَئاتِ كُنُوزِ المعارِف وحقائق الأحكام ما لا يخفى إلاّ على مُنْطَمِسِ الْبَصيرة أو فاسِدِ الطّوية وَمِن ثمّ قيل فيه هو باقِرُ العلم وَجامعه وشاهِرُ علمِه وَرافِعُهُ.[1]

الإمام الباقر في رواية جابر بن عبد الله الأنصاري

ويرى كُتّاب مثل ابن عساكر وابن الصباغ وابن أبي الحديد وغيرهم من مؤرخي أهل السنة أن هذه التسمية قالها رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي أخبر جابر وقال له: يا جابر، يوشك أن تبقى حتّى تلقى ولداً من ولدي، يقال له محمّد بن علي بن الحسين، يبقر العلم بقراً، فإذا رأيته فاقرأه منّي السلام.[2]

جواب اختلاف رواية لقاء الإمام الباقر بجابر

إن قصة لقاء جابر بالإمام الباقر عليه السلام وإبلاغ النبي السلام إليه، وردتْ في روايات مختلفة، وتبدو مختلفة من وجهين:

الأول: على قول بعضهم أن جابر رأى الإمام الباقر عليه السلام في أحد أزقة المدينة، وعلى قول آخرين رآه في بيت الإمام الرابع، وعلى قول ثالث، ذهب الإمام الباقر عليه السلام إلى جابر وهناك جابر عرف الإمام وأوصل السلام إليه.

الثاني: جاء في بعض هذه الروايات أن جابراً قد ذهب بصره في ذلك الوقت، وفي بعضها الآخر، أن جابراً رأى الإمام وقال: شمائل رسول الله والذي نفس جابر بيده،[3]ومن الواضح أن هذا لا يتوافق مع العمى.

ويمكن الجواب على هذا: أنه ربما كانت تلك الروايات التي تخبر عن رؤية جابر للإمام كانت تتعلق بما قبل عماه؛ والرواية التي ينقلها الشيخ المفيد عن الإمام الباقر عليه السلام وقد جاء فيها: أتيتُ جابر بن عبد الله الأنصاري فسلمت عليه. فرد علي سلامي وسألني: من أنت؟ كان هذا بعد عماه. وأيضا نقل هذا الحديث سبط بن الجوزي في كتابه.[4]

المصادر:

[1] . الصواعق المحرقة، ابن‌ حجر الهيثمي، ص201.

[2] . بحار الأنوار، العلامة محمد باقر المجلسي، ج ٤٦، ص ٢٩٦.

[3] . مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب، ج 3، ص 328.

[4] . تذکرة الخواص، سبط ‌بن الجوزي، ص337