موقف الأموية من الإمام الباقر

12:44 - 2023/06/24

تنبأ رسول الله صلى الله عليه وآله بالإمام الباقر عليه السلام وأبلغ الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري بذلك مبشرا إياه برؤية الإمام الحفيد الذي سيبقر العلم بقرا فيستخرجه من منابعه الأصيلة وكنوزه الدفينة.

كان الإمام الباقر عليه السلام مع والده الإمام زين العابدين عليه السلام مدة (38) سنة، وعاش معه أجواء الإنقطاع لله سبحانه وتعالى في الدعاء والمناجاة والتوسل والتضرع.

إن مدة إمامته عليه السلام كانت تسعة عشر عاما، رأى خلالها جبابرة عصره الذين أذاقوا شيعة أهل بيت النبوة الآلام الجسام، يتهاوون الواحد بعد الآخر كالفراش المبثوث.

لقد كان الإمام الباقر عليه السلام رافداً عظيماً للعلم النبوي الشريف وعلوم التفسير وبيان الأحكام. وكان صمام الأمان لفحص الانحرافات الشرعية وفضحها أمام الملأ بكل ما أوتي من قدرة بالغة في البيان والخطاب التكليفي الملزم للأفراد.

وقد إستفاد الذين ساروا على طريق موالاة ومداهنة السلطة الظالمة، من فكر الإمام الباقر عليه السلام وأحاديثه الشرعية المتصلة بالسند الصحيح بجده رسول الله صلى الله عليه وآله.

ف‍سفيان بن عيينة (ت 198 ه‍) المشهور بمحدث مكة، وأبو حنيفة (ت 159 ه‍) رائد مدرسة القياس، وسفيان الثوري (ت 161 ه‍)، انتهلوا كلهم من علوم الباقرعليه السلام بما ينفع مقاصدهم.

إن السلطة الظالمة لبني أمية قد استخدمت مختلف الأساليب الاجتماعية والسياسية من أجل محاربة نهج الإمام الباقر عليه السلام وتصميمه الشديد في حفظ الرسالة الإلهية.

الباقر

اتهام الإمام الباقر بشق عصا المسلمين

فمن تلك الأساليب، استدعاءه عليه السلام إلى دمشق واتهامه إياه بشق عصا المسلمين، لكن الإمام عليه السلام أجاب الحاكم هشام بن الحكم في إحدى تلك الحوادث وقال: بنا هدى الله أولكم، وبنا يختم آخركم، فإن يكن لكم ملك معجل فإن لنا ملكا مؤجلا، ليس من بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة، يقول عز وجل:" والعاقبة للمتقين".[1]

وبهذا الأسلوب البلاغي الرائع أحبط الإمام عليه السلام كل مساعي السلطة الأموية من الوصول إلى أهدافها في محو شرعية ولاية أئمة أهل البيت عليهم السلام.

ومن أساليبهم إظهار الإمام الباقر عليه السلام في موقف ضعف أمام استدلالات أبي حنيفة،[2] في واقعة جرت بينهما حتى قام الإمام الباقر وعانقه وقبل وجهه،[3] لكن الحقيقة أن الواقعة جرت بين الإمام الصادق عليه السلام وأبي حنيفة ومفادها إن أبا حنيفة دخل على الإمام الصادق عليه السلام فقال له الإمام : إتق الله ولا تقس في الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس. إلى أن قال: ويحك أيهما أعظم: قتل النفس أو الزنا؟ قال أبو حنيفة: قتل النفس. قال عليه السلام: فإن الله عز وجل قد قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة. ثم أيهما أعظم: الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة. قال عليه السلام: فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟ فكيف يقوم لك القياس. فاتق الله ولا تقس،[4] وتلك هي السياسة الفاشلة لحكام بني أمية في قلب الأحداث وتغيير الوقائع.

المصادر:

[1] . سورة الأعراف، الآية 128.

[2] . الإمام الصادق عليه السلام، محمد أبو زهرة، ص 22 - 23.

[3] . المصدر.

[4] . وسائل الشيعة، الحر العاملي، أبواب صفات القاضي باب 6، ج 18 ص 29.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
15 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.