واقعة استشهاد الإمام الحسين في سطور

17:24 - 2024/07/21

لقد استشهد الإمام الحسين عليه السلام وهو يقارع طواغيت الكفر والإجرام.

واقعة استشهاد الإمام الحسين في سطور

لقد ذرف النبي الدموع على الإمام الحسين عليه السلام في مواقف كثيرة حزنا على ما يحل بالحسين من مقتل ومصيبة، فقد تواترت الروايات عند المخالفين قبل غيرهم في شأن ذلك، فتجد أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله مرة بكى على الحسين في بيت أُم سلمة سلام الله عليها، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة في بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، ومرة عندما أخبره جبرئيل عليه السلام بمقتل الحسين وغيرها من المواقف، أضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله قد عقد المأتم والبكاء على الحسين عليه السلام.

واقعة استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في سطور

إن استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وما جرى عليه وعلى أهله وأصحابه من قتل وهتك وسبي تفاصيله تحتاج إلى مجلدات، ولا تكفي سطور محدودة لسرد كل التفاصيل المحزنة والأليمة، غير أنا نذكر ما يمكن أن يُعطي صورة سريعة حول ما جرى في كربلاء، فنقول:

بعد أن تمكن جيش  يزيد بقيادة عبيد الله بن زياد ، وعمر بن سعد بن أبي وقاص ، وبقية أركان القتل والإجرام في كربلاء من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته ولم يبق غير الإمام والنساء والأطفال؛ تقدم الإمام الحسين عليه السلام نحو القوم مصلتا سيفه، فحمل الإمام على ميمنة القوم وهو يقول: الموت أولى من ركوب العار * والعار أولى من دخول النار، ثم حمل على الميسرة وهو يقول: أنا الحسين بن علي * آليت ألا أنثني أحمي عيالات أبي * أمضي على دين النبي. فقتل من العدو جمعا كثيرا.

قال عبد الله بن عمار بن يغوث: " ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده ، وأهل بيته وصحبه أربط جأشا منه ، ولا أمضى جنانا ، ولا أجرأ مقدما ، ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد".

الإمام الحسين عليه السلام

فاشتد قتال ابن رسول الله الإمام الحسين عليه السلام مع أعداء الله ورسوله وأهل بيته، فقاتل الإمام بقدرة خارقة واشتد به العطش ، لأن جيش الفرعون يزيد منع عنه وعن أهل بيته وأصحابه الماء قرابة أسبوع ، إلا أن الإمام صابر يقاتل الأعداء المنافقين؛ إلى أن رماه أبو الحتوف الجعفي بسهم في جبهته ، فنزعه وسالت الدماء على وجهه الشريف، فقال الإمام : "اللهم إنك ترى ما أنا فيه من عباد هؤلاء العصاة ، اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا".

وصاح الحسين بأعلى صوته : "يا أمة السوء بئسما خلفتم محمدا في عترته ، أما إنكم لا تقتلون رجلا بعدي فتهابون قتله بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي ، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون . فقال الحصين : وبماذا ينتقم لك منا يا ابن فاطمة ؟ قال الإمام :يلقي بأسكم بينكم ، ويسفك دماءكم ثم يصب عليكم العذاب صبا".

فضعف الإمام عن القتال ووقف يستريح ، فرماه رجل بحجر على جبهته فسال دمه ، فأخذ الثوب ليمسح دمه عن عينيه ، فجاءه سهم له ثلاث شعب فوقع على قلبه ، فقال الإمام : "باسم الله وبالله على ملة رسول الله ، ورفع رأسه إلى السماء : إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره".

وجاءه سهم في قفاه فأخرجه ، وانبعث الدم كالميزاب فوضع يده الشريفة تحت الجرح فلما امتلأت رمى بها نحو السماء وقال: "هون علي ما نزل بي أنه بعين الله فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض".  ثم ملأ يده بالدم ولطخ به رأسه ووجهه ولحيته وقال : " هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله وأنا مخضب بدمي".

فصاح شمر بن ذي الجوشن بجيش بني أمية ، ويحكم ماذا تنظرون بالرجل ، اقتلوه، ثكلتكم أمهاتكم ، فحمل عليه جيش الخلافة من كل جانب فضربت كفه اليسرى ضربة ضربها شريك التميمي ، وضرب على عاتقه ، ثم انصرفوا عنه ، وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس بن عمرو النخعي فطعنه بالرمح حتى وقع ، فنادت السيدة زينب: "وا أخاه ، وا سيداه ، وا أهل بيتاه ، ليت السماء انطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل"، وانتهت نحو الحسين ، وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بروحه الطاهرة فصاحت زينب : " أي عمر ، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ، فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته، وقالت السيدة زينب : ويحكم ، أما فيكم مسلم ؟ فلم يجبها أحد".

ثم صاح ابن سعد بجيش بني أمية ، إنزلوا إليه وأريحوه ، فبدر إليه شمر بن ذي الجوشن ، وضربه بالسيف اثني عشرة ضربة ، واحتز رأسه المقدس.

وبعد مصرعه عليه السلام أقبل جيش بني أمية ليسلبوا الإمام القتيل الشهيد ، فأخذ إسحاق بن حويه قميصه ، وأخذ الأخنص بن مرثد بن علقمة الحضرمي عمامته وأخذ الأسود بن خالد نعليه ، وأخذ سيفه جميع بن الخلق الأوردي، ويقال إن الذي أخذ السيف رجل من بني تميم اسمه الأسود بن حنظلة ورأى أحدهم الخاتم في إصبع الإمام والدماء عليه فقطع إصبعه ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته وسمي لذلك بقيس قطيفة، وتجرأ العدو وحاول أن ينهب سروال الإمام ويتركوه عاريا ولكنهم فشلوا بمعجزة..!

هذا بعض ما كان على ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى أهله وعلى أصحابه الكرام على يد أولئك المجرمين والقلة. فالسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته، واللعنة الأبدية على من قاتلهم أو رضي بما جرى عليهم من الأولين والآخرين.

_________

مصدر المقال: كربلاء، الثورة والمأساة،أحمد حسين يعقوب، ص327 وما بعدها.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
16 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.