قاتل الإمام الحسين في النار

18:24 - 2024/07/09

إن يزيد وجنوده كانوا قتلة مجرمين.

قاتل الإمام الحسين في النار

قاتل الإمام الحسين في النار قطعا

مبدئيا في شأن قتل المؤمن -أي مؤمن، فضلا عن الإمام الحسين عليه السلام- عن عمد واصرار وترصد وبغي أوضحت الشريعة المقدسة عاقبته الشنيعة، حيث أكدت الشريعة أن قتل الإنسان المؤمن من أكبر الجرائم وأخطر الذنوب، ولذلك فإِن القرآن الكريم قد تناول هذه القضية في آيات مختلفة بأهمية بالغة، حتى أنّه اعتبر قتل النفس البريئة الواحدة قتل للناس جميعا؛ { مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ}[1]

وقد قرر قوله تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[2] أربع عقوبات أُخروية لمرتكب القتل للمؤمن عمدا هي:

1 ـ الخلود والبقاء الأبدي في نار جهنم،

2 ـ احاطة غضب الله وسخطه بالقاتل

3 ـ الحرمان من رحمة الله

4 ـ العذاب العظيم الذي ينتظره يوم القيامة.

والملاحظ هنا أن العقاب الأخروي الذي خصصه الله للقاتل في حالة العمد، هو أشدّ أنواع العذاب والعقاب بحيث لم يذكر القرآن عقاباً أشدّ منه في مجال آخر أو لذنب آخر[3].

الإمام الحسين

هذا، ونأتي الآن لنقرر عنوان بحثنا انطلاقا المقدمة السالفة وهو القول بضرس قاطع أن قتلة الإمام الحسين عليه السلام -بنص الوحي- هم أيضا في نار جنهم وبئس المصير، وذلك أنه إذا كان عقاب قتل المؤمن عمدا كما سطرنا يوجب العقاب الأليم الذي لم يذكرالقرآن مثيلا له، فكيف بقتل إمام معصوم سبط رسول الله صلى الله عليه وآله؛ الإمام الحسين عليه السلام، والذي ثبتت له من الفضائل والسجايا ما ثبتت، وكملت فيه الخصال ما شاعت، فكيف يجرؤ طلاب الدنيا الفانية على ازهاق روح زكية لعبد مؤمن صالح تقي مثل الحسين عليه السلام، ولا راعون فيه حرمة ولا إلا ولا ذمة.

لقد بينت لنا واقعة كربلاء دنس الفئة المجرمة التي قاتلت الإمام الحسين وأصحابه وأهله، وأكدت لنا أنهم من أنتن خلق الله وأكثرهم وحشية وفسادا، وما كان عبيد الله بن زياد ، ولا عمر بن سعد بن أبي وقاص ، ولا بقية أركان القتل والإجرام في كربلاء إلا مجرد جلاوزة ، أو عبيد عند يزيد بن معاوية لعنهم الله جميعا، فهو القائد الفعلي لجيش القتل والمجازر في كربلاء البالغ عدده ثلاثين ألفا، فيزيد بن معاوية هو المهندس الفعلي لمجزرة كربلاء ، وصانعها ، وما أؤلئك الجزارين إلا حفنة من الأدوات تأتمر بأمر يزيد وتنفذ توجيهاته وأوامره.

لقد قتل ذلك الجيش المجرم ابن رسول الله الإمام الحسين وأصحابه وأخذوا أهله سبايا، ولم يكتفوا بالقتل والسبي بل جزوا رؤوس الشهداء ومثلوا بهم، حتى حُمل رأس الإمام الحسين عليه السلام إلى قصر الدعي ابن الدعي يزيد الملعون، فضرب رأس الإمام الحسين عليه السلام على ثنيتيه بقضيب من حديد، وسكينة خلف كرسي الملعون يزيد حتى لا ترى رأس أبيها، ورجل أزرق آخر من حاشية يزيد إلى فاطمة بنت الحسين ويقول ليزيد هبني هذه، فانتضت زينب الكبرى وقالت كلا ما ينبغي ولا يحل هذا لك ولا له، فقال يزيد الملعون كلا لو أردنا لفعلنا، قالت كلا والله إلا أن تخرج أنت وهو من دين أبي وجدي.

هكذا سطرت لنا الكتب والأسفار أفعال يزيد وأعوانه المشؤومة بالإمام الحسين ومن معه من أهله وأصحابه، أجملناها لضرورة المقام. أو بعد هذا تبقى كل تلك الأفاعيل الإجرامية دون عقاب ودون حساب؟! كلا ورب الكعبة، فإن القرآن نطق قائلا: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}[4] ؛ ويزيد وأعوانه عصوا الله وتعدوا حدود الله فمآلهم نار جهنم جميعا خالدين فيها وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا أليما، ولا عذر لجلاوزة يزيد وعسكر فالقرآن خاطبهم: { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}[5] ، فلعنهم الله جميعا، وسلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى ذرية الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.

______

المصادر:

[1] سورة المائدة، الآية32.

[2] سورة النساء، الآية93.

[3] تفسير الأمثل، الشيخ مكارم الشيرازي، ج3، ص386.

[4] سورة النساء، الآية14.

[5] سورة القصص، الآية8

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.