الملخص:
العلائم المقترنة
وهي علامات خاصة قريبة جداً من الظهور المبارك ؛ تحدث في نفس سنة الظهور أو السنة السابقة عليه.
وهي كما تقدم على نوعين :
علائم محتومة.
وعلائم غير محتومة.
العلائم المقترنة
وهي علامات خاصة قريبة جداً من الظهور المبارك ؛ تحدث في نفس سنة الظهور أو السنة السابقة عليه.
وهي كما تقدم على نوعين :
علائم محتومة.
وعلائم غير محتومة.
٣ ـ خسف البيداء :
البيداء اسم للمفازة التي لا شيء فيها ، وهي اسم أرض خاصة بين مكة والمدينة ، على ميل ـ أي ١٨٦۰ متراً ـ من ذي الحليفة نحو مكة ، وكأنها مأخوذة من الإبادة أي الاهلاك.
وفي الحديث نُهي عن الصلاة فيها ، وعلل بأنها من الأماكن المغضوب عليها ، كما في مجمع البحرين (١).
ومن العلامات الحتميّة انخساف هذه الأرض بجيش السفياني وابتلاعها لهم ، فان السفياني يبعث جيشه إلى المدينة ـ كما عرفت ـ فيبغي فيها الظلم والفساد.
ويخرج الامام المهدي ( عليه السلام ) من المدينة إلى مكة على سُنّة موسى بن عمران ، فيبلغ قائد جيش السفياني ان الامام المهدي ( عليه السلام ) قد خرج إلى مكة ، فيبعث جيشه على أثره ليهدم الكعبة.وينزل الجيش البيداء ،فتبيدهم الأرض ،كما يشير إليه حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَدْ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَيَبْعَثُ جَيْشاً عَلَى أَثَرِهِ فَلَا يُدْرِكُهُ حَتَّى يَدْخُلَ مَكَّةَ خائِفاً يَتَرَقَّبُ عَلَى سُنَّةِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ قَال وَ يَنْزِلُ أَمِيرُ جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ الْبَيْدَاءَ فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ يَا بَيْدَاءُ أَبِيدِي الْقَوْمَ فَيُخْسَفُ بِهِم.(2)
وينجو من هذا الخسف رجلان ، أحدهما يبشر الامام المهدي بهلاك الظالمين ، والآخر ينذر السفياني بهلاك جيشه ، كما في حديث المفضل حيث جاء فيه :
ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى الْقَائِمِ ( عليه السلام ) رَجُلٌ وَجْهُهُ إِلَى قَفَاهُ وَ قَفَاهُ إِلَى صَدْرِهِ وَ يَقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ : يَا سَيِّدِي أَنَا بَشِيرٌ ، أَمَرَنِي مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ ، وَأُبَشِّرَكَ بِهَلاَكِ جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ بِالْبَيْدَاءِ.
فَيَقُولُ لَهُ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) بَيِّنْ قِصَّتَكَ وَ قِصَّةَ أَخِيكَ.
فَيَقُولُ الرَّجُلُ : كُنْتُ وَأَخِي فِي جَيْشِ السُّفْيَانِيِّ وَخَرَّبْنَا الدُّنْيَا مِنْ دِمَشْقَ إِلَى الزَّوْرَاءِ وَتَرَكْنَاهَا جَمَّاءَ وَ خَرَّبْنَا الْكُوفَةَ وَخَرَّبْنَا الْمَدِينَةَ ...
وَخَرَجْنَا مِنْهَا ، وَعَدَدُنَا ثَلاَثُمِائَةِ أَلْفِ رَجُل نُرِيدُ إِخْرَابَ الْبَيْتِ وَ قَتْلَ أَهْلِهِ ، فَلَمَّا صِرْنَا فِي الْبَيْدَاءِ عَرَّسْنَا فِيهَا ، فَصَاحَ بِنَا صَائِحٌ : يَا بَيْدَاءُ أَبِيدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
فَانْفَجَرَتِ الاَْرْضُ وَابْتَلَعَتْ كُلَّ الْجَيْشِ ، فَوَ اللهِ مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الاَْرْضِ عِقَالُ نَاقَة فَمَا سِوَاهُ غَيْرِي وَ غَيْرُ أَخِي.
فَإِذَا نَحْنُ بِمَلَك قَدْ ضَرَبَ وُجُوهَنَا فَصَارَتْ إِلَى وَرَائِنَا كَمَا تَرَى فَقَالَ لاَِخِي :
وَيْلَكَ يَا نَذِيرُ ! امْضِ إِلَى الْمَلْعُونِ السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ فَأَنْذِرْهُ بِظُهُورِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد ( عليه السلام ) وَعَرِّفْهُ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ جَيْشَهُ بِالْبَيْدَاءِ.
وَقَالَ لِي : يَا بَشِيرُ الْحَقْ ، بِالْمَهْدِيِّ بِمَكَّةَ وَبَشِّرْهُ بِهَلاَكِ الظَّالِمِينَ ، وَتُبْ عَلَى يَدِهِ فَإِنَّهُ يَقْبَلُ تَوْبَتَكَ.
فَيُمِرُّ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) يَدَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَيَرُدُّهُ سَوِيّاً كَمَا كَانَ ، وَ يُبَايِعُهُ وَ يَكُونُ مَعَهُ » (3).
٤ ـ خروج اليماني :
من العلائم المحتومة خروج اليماني الذي يدعو إلى الحق وإلى الطريق المستقيم ، كما صرّحت به الأحاديث مثل :
حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) :
« وَ لَيْسَ فِي الرَّايَاتِ أَهْدَى مِنْ رَايَةِ الْيَمَانِيِّ ، هِيَ رَايَةُ هُدًى ، لاَِنَّهُ يَدْعُو إِلَى صَاحِبِكُمْ ، فَإِذَا خَرَجَ الْيَمَانِيُّ حَرَّمَ بَيْعَ السِّلاَحِ عَلَى [ النَّاسِ وَ ] كُلِّ مُسْلِم.(4)
وَ إِذَا خَرَجَ الْيَمَانِيُّ فَانْهَضْ إِلَيْهِ فَإِنَّ رَايَتَهُ رَايَةُ هُدًى ، وَ لا يَحِلُّ لِمُسْلِم أَنْ يَلْتَوِيَ عَلَيْهِ ، فَمَنْ فَعَلَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، لاَِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْحَقِّ وَ إِلى طَرِيق مُسْتَقِيم » (5).
واستفيد من بعض الأخبار الشريفة أن خروجه من صنعاء اليمن (6).
كما جاء في بعض الأحاديث انه من ذريّة زيد الشهيد ( عليه السلام ) (7).
٥ ـ قتل النفس الزكيّة :
وهو غلام من آل محمد ( عليهم السلام ) ، اسمه محمد بن الحسن النفس الزكيّة ، يُقتل بين الركن والمقام بدون أيّ ذنب و يرسله الامام المهدي ( عليه السلام ) إلى أهل مكة ـ قبل وصوله إليها ـ إتماماً للحجة واستنصاراً لمظلومية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، كما يستفاد من حديث الامام الباقر ( عليه السلام ) جاء فيه :
يَقُولُ الْقَائِمُ ( عليه السلام ) لاَِصْحَابِهِ يَا قَوْمِ إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لا يُرِيدُونَنِي ، وَ لَكِنِّي مُرْسِلٌ إِلَيْهِمْ لاَِحْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِي أَنْ يَحْتَجَّ عَلَيْهِمْ.
فَيَدْعُو رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ لَهُ امْضِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ فَقُلْ : يَا أَهْلَ مَكَّةَ ! أَنَا رَسُولُ فُلاَن إِلَيْكُمْ وَ هُوَ يَقُولُ لَكُمْ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ ، وَمَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَالْخِلاَفَةِ ، وَنَحْنُ ذُرِّيَّةُ مُحَمَّد وَسُلاَلَةُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّا قَدْ ظُلِمْنَا وَاضْطُهِدْنَا وَقُهِرْنَا وَابْتُزَّ مِنَّا حَقُّنَا مُنْذُ قُبِضَ نَبِيُّنَا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا ، فَنَحْنُ نَسْتَنْصِرُكُمْ فَانْصُرُونَا.
فَإِذَا تَكَلَّمَ هَذَا الْفَتَى بِهَذَا الْكَلاَمِ ، أَتَوْا إِلَيْهِ فَذَبَحُوهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ، وَ هِيَ النَّفْسُ الزَّكِيَّةُ.(8)
وهذه العلائم الخمسة من علامات الظهور المحتّمات ـ كما تقدم ـ تكون في سنة الظهور ويكون بعده القيام.
المصادر:
١ ـ مجمع البحرين ، ص ١٩٨.
٢ ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٢٣٨ ، باب ٢٥ ، حديث ١۰٥.
3-البحار،ج 53،ص10،باب28،برواية المفضل بن عمر
4ـ البحار ، ج 52 ، ص 232 ، باب ٢٥ ، حديث96.
5ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص ٢٣٢ ، باب ٢٥ ، حديث ٩٦.
6 ـ مهدى منتظر ، ص ١٧٥.
7 ـ بشارة الاسلام ، ص ١٧٥.
8 ـ البحار ، ج ٥٢ ، ص 307 ، باب26، حديث 81.