الملخص: المنافقون يشكّلون أخطر تجمع معارض، لا على الإسلام فحسب، بل على كلّ رسالة ثورية تقدمية، حيث ينفذون بين صفوف المسلمين، و يستغلّون كل فرصة للتآمر. بسبب هذه المواقف العدائية التآمرية ركز القرآن على التنديد بالمنافقين في مواضع عديدة، و احتوت سورة المنافقين عرضا مفصّلا لوضعهم. كما تضمنت سورة التوبة و الحشر و سور اخرى حملات شديدة على المنافقين، و تحدثت ثلاث عشرة آية من سورة البقرة عن صفاتهم و عواقب مكرهم.
المنافقون يشكّلون أخطر تجمع معارض، لا على الإسلام فحسب، بل على كلّ رسالة ثورية تقدمية، حيث ينفذون بين صفوف المسلمين، و يستغلّون كل فرصة للتآمر.
يتحدّث القرآن عن تآمر هؤلاء في صدر الإسلام و يذكر نماذج من أعمالهم.
يذكر مثلا استهانة هؤلاء بشخصية المؤمنين، و بما يقدمه المؤمنون على قدر طاقتهم من صدقات فيقول: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «التوبة-79».
و يتخذون أحيانا في اجتماعاتهم السريّة قرارات بشأن قطع مساعدتهم المالية لأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، كي يتفرقوا عن الرسالة و الرّسول: هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا، وَ لِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ «المنافقون-7».
كما يتخذون القرارات بإخراج المؤمنين من المدينة بعد انتهاء الحرب و العودة إلى المدينة: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ «المنافقون-8».
و كانوا يتخلفون عن الجهاد بمبررات مختلفة من قبيل الانشغال بالحصاد مثلا، و يتركون الرّسول في ساعات الشدّة. و هم مع ذلك خائفين من انفضاح أمرهم و انكشاف سرّهم.
بسبب هذه المواقف العدائية التآمرية ركز القرآن على التنديد بالمنافقين في مواضع عديدة، و احتوت سورة المنافقين عرضا مفصّلا لوضعهم. كما تضمنت سورة التوبة و الحشر و سور اخرى حملات شديدة على المنافقين، و تحدثت ثلاث عشرة آية من سورة البقرة عن صفاتهم و عواقب مكرهم.
المصدر: «الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»، مکارم شیرازی، ناصر، قم، الطبعة الاولى، 1421ق، ج1، ص : 100