البرهان السديد في إثبات بغي يزيد

أنشئ: 09/09/2023 - 11:57
دریافت ویدئو

جمعية في مصر مدعومة من الوهابية وزّعت منشوراً عنوانه البرهان الجلي في مقتل الحسين بن علي، بمناسبة العاشر من محرم ويوم الأربعين، تمّ في المنشور تبرير موقف يزيد والايحاء بإدانة الإمام الحسين عليه السلام.

منشور البرهان الجلي في مقتل الحسين بن علي، ليس بذي قيمة علمية حتى يستحق الرد عليه، فهو يسعى لعرض أخطر قضية حدثت في الإسلام بهدف تبرير موقف يزيد لعنه الله، والإيحاء بإدانة الإمام الحسين عليه السلام.

إن الكاتب لهذا المنشور ليس منصفا فيما كتب، لأنه عرض أخطر قضية بصورة متناقضة تماماً مع سائر الحقائق التي سجلها لنا التاريخ.

قال الكاتب: إن يزيد قد بويع، ولم يبايع الإمام الحسين بن علي عليه السلام، ولا عبد الله بن الزبير.

وهذه كذبة ذكرها الكاتب ليوحي للمخاطب: بأن الإمام الحسين عليه السلام قد خرج على إمام قد تمت بيعته، وصحَّت إمامته، مما يعني: أنه هو الباغي على إمام زمانه، وأن يزيد كان في موقع الدفاع، مع أن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً.

الحسين

دليل كون الباغي يزيد لا الإمام الحسين

إن الأدلة كثيرة تدحض هذا الادعاء، منها قول رسول الله صلى الله عليه وآله: " الحسن والحسن إماما أمتي بعد أبيهما"[1] فإمامة الحسن والحسين عليهما السلام مجعولة من قبل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله، الذي لا ينطق عن الهوى.

فما معنى أن يتصدى معاوية للإمام الحسن عليه السلام ومن بعده يتصدى يزيد للحسين عليه السلام ويغتصبا مقاما جعله الله ورسوله لهما دون ابن آكلة الأكباد وولده.

وكيف غفل هذا الكاتب عن الصلح الحسني الذي تضمن أحقيّة حركة الإمام الحسين عليه السلام وأبطل كل محاولات النيل منها.

وتوضيح ذلك أن عمر بن الخطاب كانت له مكانة وهيمنة على قلوب العرب، فكان قوله فيهم كالشرع المتبع، حتى لقد رووا: أن القرآن قد نزل بموافقته مرات عديدة.[2]

وسبب هذا يرجع الى عدة اسباب منها: أن ما قام به من فتوحات استفادوا منها الأموال، والمقامات، وحصلوا على الحسناوات.

ومنها تفضيل العرب على غيرهم في كل المجالات، ومنها تفضيل معاوية على غيره، فقد جعله عاملاً على الشام طيلة فترة حكمه، وكان يحاسب سائر العمال في كل عام، ومعاوية مستثنى من هذا ويقول له: لا آمرك ولا أنهاك.[3] فعمر كان يرفع من شأن معاوية ويعزز مقامه ويقول: هذا كسرى العرب.[4] ولعل سبب محبة عمر لمعاوية، أنه وجد فيه الرجل المناسب لإنجاز أمر هام، طالما كان عمر يفكر فيه.

وهو الرغبة بإبعاد الخلافة عن الإمام علي عليه السلام وبني هاشم، وبنوأمية هم الأكثر جرأة على اقتحام الصعاب في هذا السبيل، ولا يمكن نقل الخلافة لمعاوية مباشرة، مع وجود الإمام علي عليه السلام، لأن معاوية من أبناء الطلقاء، فآثر عمر أن يكون ثمة همزة وصل

فكان عثمان بن عفان، لأنه إذا تولى الأمر فسوف يبقي معاوية على الشام ما دام حياً، وسيزداد معاوية قوة، فاذا مات عثمان، فإن معاوية لن يستسلم للإمام علي عليه السلام، بعد أن يكون قد حكم بلاد الشام حوالي عشرين سنة.

انتهت الأمور بقتل عثمان، وبغى معاوية على الإمام علي عليه السلام وحاربه، وأثار الشبهات حوله إلى أن استشهد الإمام عليه السلام، وأمسك الإمام الحسن عليه السلام بأزمة الأمور بعد وفاة أبيه، فتحرك معاوية بعد ثمانية عشر يوماً.[5] بجيشه نحو العراق ليحاربه كما حارب أباه من قبل.

فما كان من الإمام الحسن عليه السلام الا التعاطي مع الأمور بصورة تحقق أمرين، هما حفظ الشيعة وحفظ الدين الذي جاء به النبي بحفظ مبانيه وأهمها موضوع الإمامة، فاختار السلم القائم على شروط تجعل يزيد هو الباغي، ومن تلك الشروط أن يكون الأمر للحسن بعد معاوية فإن حدث به حدث فللحسين.

ولم يف معاوية بعهده وحمل الناس على البيعة ليزيد لذا قال الإمام الحسين عليه السلام عندما ورود الخبر بموت معاوية :" إني لا أبايع أبداً، لأن الأمر إنما كان لي من بعد أخي الحسن...[6]

المصادر

[1] . فرائد السمطين للحمويني، ج 1، ص 55.

[2] . تهذيب التهذيب،ابن حجر العسقلاني، ج 7، ص 387.

[3] . البداية والنهاية،ابن كثير، ج 8، ص 133.

[4] . تاريخ مدينة دمشق،ابن عساكر، ج 59، ص 114.

[5] . تاريخ اليعقوبي،احمد بن إسحاق اليعقوبي، ج 2، ص 214.

[6] . الفتوح لابن أعثم، ج 5، ص 12.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
11 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.