زحفاً نحو كربلاء

20:18 - 2016/11/07

المسألة التي يجب أن نجعلها نصب أعيننا هي أن لخدمة المواكب الحسينية ثواباً و أجراً عظيما. كذلك فإن التصدي لهذه المواكب ومحاربتها ستكون له عاقبة سيئة ومن يضع العراقيل في طريق المواكب الحسينية عامداً أو جاهلًا، سيلقى جزاءه في دار الدنيا قبل الآخرة.

الاربعين,الحسين,كربلاء

 إنّ أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) على الأبواب و هذا اليوم يعتبر من أبرز المناسبات عندنا الشيعة، حيث تخرج فيه مواكب العزاء و يتوافد الملايين من الشيعة و غيرهم من أرجاء العالم نحو كربلاء.
المسألة التي يجب أن نجعلها نصب أعيننا هي أن لخدمة المواكب الحسينية ثواباً و أجراً عظيما. كذلك فإن التصدي لهذه المواكب ومحاربتها ستكون له عاقبة سيئة ومن يضع العراقيل في طريق المواكب الحسينية عامداً أو جاهلًا، سيلقى جزاءه في هذه الدنيا قبل الآخرة. إنّ الثواب الحقيقي للأعمال هو في يوم الحساب، لكن المسي‏ء للإمام الحسين (عليه السلام) سيدفع ثمن ذلك في الدنيا أيضاً قبل وصوله الدار الآخرة.
مسألة أخرى يجب الالتفات إليها ألا و هي السعادة و النعمة التي يهبهما الله (تبارك و تعالى) لعباده مقابل تقديم الخدمة في المواكب الحسينية، لذا علينا أن نغتنم هذه الفرص لننعم بظلالها قبل أن نندم على التفريط بها و لات ساعة مندم و لا مجال حينذاك للعودة إلى الدنيا للتعويض عمّا فات.
كما علينا أن نعلم بأنّنا إذا كنّا قد وُفّقنا لإحياء مجالس العزاء الحسينية، فالفضل في ذلك كلّه يعود لآبائنا و أجدادنا و أسلافنا. لذلك، علينا أن نتذكّرهم دائماً، وأن نعلم بأنّنا نحن أيضاً سنترك تأثيراً على أجيالنا وذلك بحسب هممنا وعزائمنا في خدمة سيد الشهداء (عليه السلام).
من المناسب أن نقيّم أعمالنا و نرى ما لمجالس العزاء و الحزن على مصاب أهل البيت (سلام الله عليهم) من ثواب من خلال ما ورد في الأحاديث، ففي رواية عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «نَفَسُ المَهموم لِظُلْمِنا تَسْبيحٌ، وَ هَمّهُ لَنا عِبادَة»[1]، فمن يتحمّل مشاقَّ و أعباءً أكثر و يضع راحته و سهره في خدمة الإمام الحسين (سلام الله عليه)، بطبيعة الحال له أجرٌ أعظم.‏
يقول عبد الله بن بُكير أحد أقرب أصحاب الإمام الصادق (سلام الله عليه) الذي نقل عنه روايات كثيرة: «قُلْتُ لَهُ إِنِّي‏ أَنْزِلُ‏ الْأَرَّجَانَ‏ وَ قَلْبِي يُنَازِعُنِي إِلَى قَبْرِ أَبِيكَ فَإِذَا خَرَجْتُ فَقَلْبِي وَجِلٌ مُشْفِقٌ حَتَّى أَرْجِعَ خَوْفاً مِنَ السُّلْطَانِ وَ السُّعَاةِ وَ أَصْحَابِ الْمَسَالِح ‏ِ فَقَالَ يَا ابْنَ بُكَيْرٍ أَ مَا تُحِبُّ أَنْ يَرَاكَ اللَّهُ فِينَا خَائِفاً أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّهُ مَنْ خَافَ لِخَوْفِنَا أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ وَ كَانَ مُحَدِّثُهُ الْحُسَيْنَ ع تَحْتَ الْعَرْشِ وَ آمَنَهُ اللَّهُ مِنْ أَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا يَفْزَعُ فَإِنْ فَزِعَ وَقَّرَتْهُ [قَوَّتْهُ‏] الْمَلَائِكَةُ وَ سَكَّنَتْ قَلْبَهُ بِالْبِشَارَةِ».[2]
إن الكثير منا قد قرأ قوله تعالى: «في‏ يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ‏ خَمْسينَ أَلْفَ سَنَة»[3]، في ذلك اليوم العصيب الذي ينشغل كلٌّ بنفسه و مصيره، هناك مكان آمن يرفل بالطمأنينة و السكينة ألا و هو ظلّ العرش حيث يقف الإمام الحسين (سلام الله عليه)، فأولئك الذين تحمّلوا المشاقّ و الهوان في سبيله (سلام الله عليه) سيحظون بشرف التحدّث و الأمن. و أمّا الذين لم يسيروا في ذلك الطريق و لم يتحملوا الصعاب فيه فسيحرمون هذه النعمة العظيمة. فعلينا أن نتزوّد ليوم الحساب قبل أن يفوت الأوان.

المصادر:
[1] . «بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار»، المجلسی، محمد باقر بن محمد تقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403 هـ، ج2، ص64.
[2] . «كامل الزيارات»، ابن قولويه، جعفر بن محمد، النجف، الدار المرتضوية، الطبعة الأولى، 1356 للهجرة الشمسية، ص126.
[3] . سورة المعارج: 70، الآية 4.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
13 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.