من هم الغافلون؟!

20:56 - 2016/11/07

الغفلة؛ من جملة العوامل التي أودت بالكوفيين إلى الإنحراف من طريق الحق فتركوا الإمام وحيدا يوم عاشوراء. يجب التفكر بطريق حل حتى لا نترك الإمام وحيدا في وقت الضرورة.

الغافلون، من هم الغافلون، الغفلة

التأريخ يتكرر دوما ويبين لنا كيف تورط السابقون في ضعفهم وعدم تدقيقهم في الحياة. نظرا لتحذير التأريخ عن الأمم والأشخاص الذين إنحرفوا عن الصراط، يجب أن ندقق أكثر في علل هذا الإنحراف وعدم ثبات أقدامهم في طريق الحق. وبدراسة هذه العلل أكثر من ذي قبل، نتحذر من أن تتكرر هذه القصص فينا وفي أهالينا ومجتمعنا.

من دون ريب، أحد هذه العوامل، الغفلة ونسيان ذكر الله. إن الله تبارك وتعالى يخاطب الغافلين في القرآن بلحن شديد قائلا:
وَ لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [1]
وخطر هذه المسألة كبير إلى الحد الذي يخاطب الله حبيبه محمدا المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، في حديث المعراج ويقول:
يَا أَحْمَدُ أَنْتَ لَا تَغْفُلُ أَبَداً مَنْ‏ غَفَلَ‏ عَنِّي لَا أُبَالِي‏ بِأَيِّ وَادٍ هَلَك. [2]

بعد أخذ هذه المقدمة بعين الإعتبار، نصل إلى بيان طرق الخروج من الغفلة:

1.المداومة على تلاوة القرآن الكريم
هناك روايات كثيرة في باب تلاوة القرآن وثوابه تدل على أن تلاوة القرآن طريق النجاة من الغفلة:
مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ‏ يُكْتَبْ‏ مِنَ الْغَافِلِين [3]
إذا نفس تلاوة القرآن، تمنع الإنسان من الوقوع في الغفلة وتنجيه منها. طبعا يجب أن نلتزم بالتفكر بالآيات حتى لانكون من مصاديق حفاظ القرآن في النهروان.

2.التفكر والتدبر
هناك آيات وروايات كثيرة توصي بالتفكر والتدبر؛ حتى أننا نرى في الروايات أنه تم تعيين موضع التفكر بصورة دقيقة وجزئية فبعد التوصية بأصل التفكر، نرى الأوامر صادرة بالتفكر بأمور الخير. وذلك لأجل أنه وإن لم نتمكن من فعل ذلك الخير إلا أنه يخرجنا من الغفلة.
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول خطابا لأبي ذر:
یا اَبَاذَر! هَمِّ بِالْحَسَنَه وَ اِنْ لَمْ تَعْمَلْهَا لِکی لا تُکتَبَ مِنَ الْغَافِلِینَ [4]

3.العبرة بالتأريخ
يقول الأمير (عليه السلام):
اِنَّ مَنْ عَرَفَ الاْیامَ لَمْ یغْفَل عَنْ الاِسْتِعْدادِ [5]
إننا نرى أن أكثر الغافلين في كربلاء، إما أنهم كانوا يطمعون لنيل الجوائز وإما للوصول للحكومة والصدارة وإما لنيل منزلة عند الخليفة؛ ولذا وقفوا أمام حجة الله في أرضه فنسوا الآخرة.
أثبت التأريخ كرارا أن الذين لم يعتبروا بالتأريخ، سيقعون في ورطة فيجعلون آخرتهم في خطر. من جملة هؤلاء، أبويزيد ربيع بن خثيم الثوري الذي كان من أعوان عبدالله بن مسعود وكان معروفا بزهده. وقد عُد من جملة الزهاد الثمانية في أوائل الإسلام. وقيل في زهده:
كان قد حفر قبرا في بيته وكلما أحس بقساوة في قلبه، دخل القبر وتجسم أحوال مابعد الموت وأخذ يكرر: «قَالَ رَبّ‏ ارْجِعُونِ لَعَلىّ‏ أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ» [6] ويقول في نفسه: يا ربيع لقد أرجعناك، فاعمل.! [7]
من المؤسف أن رجلا بهذا الزهد أتى أميرالمؤمنين (عليه السلام) في حرب صفين ويصحبه عدة من القراء وقال:
يا أمير المؤمنين، قد شككنا في هذا القتال، مع معرفتنا فضلك، ولا غنى بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل المشركين، فولنا بعض هذه الثغور لنقاتل عن أهله. فولاهم ثغر قزوين والري، وولى عليهم الربيع بن خثيم، وعقد له لواء. [8]

المصادر
[1] الأعراف، 179
[2] الديلمي،إرشاد القلوب إلى الصواب، ج1، ص 205
[3] إبن بابويه، الأمالي، ص 59
[4] الشيخ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج1، ص 56
[5] إبن بابويه، من لا يحضره الفقيه‏، ج4، ص 406
[6] المؤمنون، 99-100
[7] عدة من المؤلفين، دائرة المعارف تشيع(معجم التشيع)، ج8، ص149-150
[8] المكتبة الشاملة، الدينوري، الأخبار الطوال، ص165

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.