من هم الغلاة؟!

17:11 - 2016/12/07

الغلاة هم الذين يوصلون الإنسان إلى مرتبة الربوبية أو يعتبرون إنسانا عاديا، نبيا؛ من وجهة نظر علماء الشيعة، هؤلاء محلدون، كافرون؛ فيجب قتلهم.

الغلاة، الغلو

الْغُلُوُّ: تجاوز الحدّ، يقال ذلك إذا كان في السّعر غَلَاءٌ، وإذا كان في القدر والمنزلة غُلُوٌّ وفي السّهم: غَلْوٌ، وأفعالها جميعا: غَلَا يَغْلُو. [1] و في اللغة بمعنى: التجاوز عن الحد. [2]
ويقول الشيخ المفيد (رحمه الله): «الغلو في اللغة هو التجاوز عن الحد و الخروج عن القصد» [3]
أما في علم المذاهب والفِرَق، فالغلاة هم الذين يوصلون الإنسان إلى مرتبة الربوبية أو يعتبرون إنسانا عاديا، نبيا؛ وإن كان غالبا يطلق على من يغلو في الأئمة (عليهم السلام). [4]
الجدير بالذكر أن بعض الفِرَق تقرر عقائدها بصورة، لايمكن عدّهم غلاة.

العلامة المجلسي يذكر مظاهر الغلو في المعتقد في الأمور التالية:
الغلو في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الأئمة (عليهم السلام) إنما يكون بالقول بألوهيتهم أو بكونهم شركاء الله تعالى في المعبودية أو في الخلق و الرزق أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم أو أنهم (عليهم السلام) يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى أو بالقول في الأئمة (عليهم السلام) إنهم كانوا أنبياء أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات و لا تكليف معها بترك المعاصي. [5]
الأقسام الثلاثة الأولى، القسم الخامس والقسم السادس، بناء على البراهين العقلية البينة والنصوص القطعية الدينية أمر محال. لذا ليس في غلو المعتقد بهذه الأقسام شك، لاعقلا ولاشرعا؛ القسم الرابع أيضا بناء على النصوص الشرعية البينة، باطل.

نظر العلماء في الغلاة
الشيخ الصدوق (عليه الرحمة):
اعتقادنا في الغلاة و المفوضة أنّهم كفّار باللّه تعالى، و أنّهم أشرّ من اليهود و النصارى و المجوس و القدرية و الحرورية و من جميع أهل البدع و الأهواء المضلّة. [6]
الشيخ المفيد (رحمه الله):
الغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين و الأئمة من ذريته (عليهم السلام) إلى الالوهية و النبوة و وصفوهم من الفضل في الدين و الدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحد و خرجوا عن القصد و هم ضلال كفار حكم فيهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بالقتل و التحريق بالنار و قضت الأئمة (عليهم السلام) عليهم بالإكفار و الخروج عن الإسلام‏. [7]
العلامة المجلسي (رحمه الله):
القول بكل منها إلحاد و كفر و خروج عن الدين كما دلت عليه الأدلة العقلية و الآيات و الأخبار السالفة و غيرها و قد عرفت أن الأئمة (عليهم السلام) تبرءوا منهم و حكموا بكفرهم و أمروا بقتلهم‏. [8]

المصادر
[1] الراغب الإصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص 613
[2] اسماعيل الجوهري، الصحاح، ج6، ص2448؛ و إبن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج4، ص387
[3] الشيخ المفيد، تصحيح الإعتقاد، ص131
[4] الشهرستاني، الملل و النحل، ج1، ص173- 189
[5] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج25، ص346
[6] الشيخ الصدوق، إعتقادات الإمامية، ص97
[7] الشيخ المفيد، تصحيح إعتقادات الإمامية، ص131
[8] المجلسي، بحارالأنوار، ج25، ص346

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
17 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.