الإمام الحسين على لسان غير المسلمين

شكلت ثورة الإمام الحسين عليه السلام منعطفا جديدا في تاريخ الأمة الإسلامية؛ نظرا للحالة المقيتة والمؤسفة التي وصل إليها المجتمع الإسلامي حينها تحت حكم بني أمية وخصوصا في عهد يزيد الفاسق شارب الخمر المنتهك لحرمات الله المجاهر بذلك. خرج الإمام الحسين رافعا راية الإسلام المحمدي الذي تكالب عليه رموز الإجرام والفحش من أجل تنكيس رايته، لكن أبى الله إلا أن يفدي الإمام الحسين نفسه دفاعا عن الإسلام ونور الإسلام، لتبقى راية الإسلام مرفرفة رغم أنف الكارهين والماقتين لما لهذه الثورة والنهضة المباركة من نتائج هامة ذات تأثير بعيد المدى في حياة المسلمين بل الإنسانية جمعاء.

الإمام الحسين على لسان غير المسلمين

إن القضية التي حملها الإمام الحسين عليه السلام كانت مثار الهام لكثير من الكتاب والأدباء والفلاسفة والمستشرقين على مر التاريخ، وهذا يعكس مدى الأهمية والوجه الآخر الإنساني لثورة الإمام الحسين عليه السلام ، وإلا لما تلقفها هؤلاء الذين لاينتمون إلى الإسلام بالقبول والإعجاب والمدح والإطراء.

يقول الكاتب الأسكتلندي توماس كارلايل: "أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله.. والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه."

ويعبر المستشرق الإنكليزي إدوارد براون عن تأثره العميق بنبل قضية الإمام الحسين وطهارتها فيقول: "هل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ حتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظله".

وتطلق المؤرخة الإنكليزية فريا ستارك العنان لمشاعرها عندما قرأت عن الحسين حتى تقول: "إن ماساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل إلى الأسس وهي من القصص القليلة التي لا أستطيع قراءتها دون أن أبكي".

ويقول المفكر السوري المسيحي أنطوان بارا : "لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ودعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين".

ونهج الحسين المتسامي في التضحية والإيمان شغل أيضا الشاعر الألماني البارز غوته الذي قال: "إن ماساة الحسين هي مأساة للضمير الإنساني كله..فالحسين جسد الضمير بدفاعه عن القيم الإنسانية الرفيعة".

وهذا الزعيم الهندي غاندي يقول: "لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.كما قال غاندي "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فانتصر."

ويعبر الكاتب و الأديب الإيرلندي جورج برنارد شو عن إجلاله لشخص الإمام الحسين بالقول: "ما من رجل متنور إلا وعليه الوقوف وقفة إجلال واحترام لذلك الزعيم الفذ حفيد الإسلام، الذي وقف تلك الوقفة الشامخة إمام حفنة من الأقزام الذين روعوا واضطهدوا أبناء شعوبهم".

ويقول المؤرخ الأميركي الشهير واشنطن إيروينغ: "الحسين وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام.. وبقيت روح الحسين خالدة".

حتى منظري النظريات التي اختلف معها الإسلام إنحنوا إجلالا لحفيد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فها هو الزعيم الصيني ماوتسي تونغ يقول لمن ابتعدوا عن الحسين: "عندكم تجربة ثورية وإنسانية فذة قائدها الحسين، وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب".

وهناك كلمات وعبارات كثيرة لغير هؤلاء ممن لهم نظريات وأطروحات واعتقادات وآيديولوجيا تختلف جذريا عن نظرة الإسلام وروح الإسلام عبروا فيها عن عظمة الحسين عليه السلام والدور العظيم الذي قام به؛ وكل ذلك الإختلاف لم يمنعهم عن الإنحناء أمام عظمة الحسين وثورة ونهضة الحسين الإصلاحية.

________

مصدر المقال بتصرف:

https://www.alalam.ir/news/1534184/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-...