أثر البكاء على سيد الشهداء في غفران الذنوب

في عظمة وثواب البكاء على سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام لا يوجد شك أو شبهة، وقد وردت في هذا الباب روايات عديدة ومتواترة. فمثلاً، روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "كل شيء له ثواب إلا الدمعة فينا"[1]أي أن كل الأعمال العبادية لها ثواب محدد، إلا البكاء على أهل البيت عليه السلام، فهو عمل لا يمكن حساب ثوابه.  فله قيمة عظيمة لدرجة أن قطرة منه لو سقطت في نار جهنم لأطفأت حرارتها.[2]

البكاء وغفران الذنوب

وتدل الروايات أيضاً على أن البكاء، يغفر الذنوب الكبيرة والصغيرة. كما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام في حديثه إلى ابن شبيب: "يا ابن شبيب، إن بَكَيْتَ على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً".[3]

هذه النصوص تدل بوضوح على أن البكاء على الإمام الحسين عليه السلام له تأثير كبير في غفران الذنوب. فالإنسان قد يجد من خلال هذا البكاء توفيقاً للتوبة والابتعاد عن المعاصي، وربما يكون هذا البكاء، سبباً في نجاته وسعادته الأبدية.

ومن الأدلة التي تعزز هذا القول، ما ورد عن أن "من أتى قبر الحسين عارفاً بحقه، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"[4]مما يعني أن التقرب إلى الإمام الحسين عليه السلام من خلال البكاء عليه، يفتح باب التوبة والمغفرة للإنسان.

إذاً، يمكننا القول بأن البكاء على الإمام الحسين عليه السلام ليس مجرد تعبير عن الحزن، بل هو عمل عبادي له تأثير كبير في غفران الذنوب والتقرب إلى الله تعالى. وهو وسيلة تفتح أمام الإنسان أبواب التوبة والرجوع إلى الله تعالى، مما قد يجعله من أهل السعادة في الدنيا والآخرة. فما أعظم هذا السر الذي يحمله البكاء على سيد الشهداء، وما أعظم أثره في نفوس المؤمنين.

المصادر:

[1] . وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج14، ص 597.

[2] . كما ورد في الحديث: "لو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر." كامل الزيارات، ص102.

[3] . بحارالأنوار، محمد باق المجلسي، ج 44، ص 285.

[4] . كامل الزیارات، ابن قولويه القمي، ص140.