- من القضايا الإسلامية المهمة التي أوصت بها الشريعة، مسألة اختيار الصديق والرفيق. لذا يجب الحذر من أولئك الذين لديهم أربع خصال "الجهل" ، "الجشع" ، "الشر" و "الكذب".
قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام : اياك و مصادقة الاحمق، فانه يريد ان ينفعك فيضرك و مصادقة البخيل، فانه يبعد عنك احوج ماتكون اليه، و اياك و مصادقة الفاجر، فانه يبيعك بالتافه، و اياك و مصادقة الكذاب، فانه كالسراب: يقرب عليك البعيد و يبعد عليك القريب.[1]
إن الجاهل وإن كان عطوفًا ومخلصًا ؛ لكنه لا يمتلك عقلًا كافيًا ، فلا يدرك الفوائد والأضرار. لذلك ، حتى عندما يريد أن يفيد صديقه ، فإنه قد يضره لجهله.
و البخل أو ضيق الأفق ، لأنه مرتبط بحب المال أكثر من أي شيء آخر ، وحريص على ما في يديه، سيظل صديقًا للآخرين طالما لا يحتاجونه. ولكن بمجرد أن يحتاجه أحد أصدقائه، يدير ظهره اليه و يغادر.
والشرير الذي يرتكب الفجور والفساد ، هو أيضًا من أولئك الذين يجب على المرء أن يتجنب الصداقة معهم. الشرير يفقد كرامته وانسانيته وسعادته في الآخرة أمام أقل الأشياء قيمة. لذلك ، من المؤكد أن مثل هذا الشخص لن يفيد أصدقاءه ، ويبيعهم بسعر زهيد.
والكذاب أيضا لا يستحق الصداقة. لأنه ، مثل السراب الذي يُرى من بعيد كأنه ماء ، و من قريب ليس سوى تربة ورمال ، يفكر دائمًا في الخداع. الكذاب دائمًا بأكاذيبه يُظهر الحسنات أنها سيئات". ويُظهر السيئات على أنها "طيبة". ونتيجة لذلك ، فإن من يصادق كاذبًا سوف ينخدع بكلماته ، ويواجه مشكلتين كبيرتين في حياته: أولاً: يبتعد عن الحسنات ، لأنه يظن أن تلك الأعمال سيئةً. وثانياً : يفعل السيئات ، لأنه يظن أن تلك الأعمال "طيبة" بسبب كلام صديقه الكاذب.
لذا على من يريد أن يتخذ صديقاً، فاليحذر من مثل هؤلاء.
المصدر:
[1] - الحكمة 38 من نهج البلاغة