فضائل أمير المؤمنين على لسان المعصومين (الجزء الثاني)

13:47 - 2022/06/26

فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) جاءت على لسان الخالق والمخلوق وكل صنف من أصناف البشر تحدثوا عنها ولكن في هذا المقال نذكر الفضائل التي وصلت إلينا عن طريق أهل البيت (عليهم السلام).

أميرالمؤمنين

لا نستطيع أن نحصي فضائل أميرالمؤمنين الإمام علي (عليه السلام) مهما تعبنا في طلبها وبحثنا عنها

 ولكن نذكر منها بقدر وسعنا وما يسعه المقال، وقد ذكرنا في الجزء الأول شيئاً من فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) التي جاءت على لسان المعصومين (عليهم السلام) وفي هذا المقال أيضاً نستمر في بيان فضائله التي وصلت إلينا عن أبناءه الطاهرين (عليهم السلام).

يا من إذا عدت مناقب غيره     رجحت مناقبه وكان الأفضلا

إني لأعذر حاسديك على الذي   أولاك ربك ذو الجلال وفضلا

إن يحسدوك على علاك فإنما  متسافل الدرجات يحسد من علا  

   أميرالمؤمنين

قد جاء زهد أميرالمؤمنين (عليه السلام) وتواضعه وعدم رغبته فی الدنيا في بيان الإمام الباقر (عليه السلام) مما يحيّر العقول وترقّ له القلوب.

 وعلى الولاة ومن يقوم بشؤون الناس وکل من یدعي بأنّه موال لأميرالمؤمنين (عليه السلام) أن يتأسى بسيده فعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنّه قال: «والله إن كان علي (عليه السلام) ليأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين، فيخيّر غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولي خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعا، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وإن كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه أمران كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد أعتق ألف مملوك من كد يده، تربت فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله أحد من الناس».[1]والزهد لا كما يصفه البعض من أنّ الإنسان عليه ألّا يملك شيئاً، بل الزهد أن تملك الشيء ولا يملكك الشيء وهذا ما شهدناه في حياة الأئمة فإنّ المناصب والأموال لم تغيّر سلوكهم.

ثم ورد عن الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: «والله وما اكل علي بن أبي طالب عليه السلام من الدنيا حراما قط، حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه (بدنه خ ل) وما نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نازلة قط إلا دعاه ثقة به، وما أطاق أحد عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل، كان وجهه بين الجنة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه، و لقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله، والنجاة من النار مما كد بيديه ورشح منه جبينه، وأن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه الا الكرابيس، إذا فضل شئ عن يده دعا بالجلم فقصه»[2]

وفي دعاء للإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بعد ما يقرّ بوحدانية الله ورسالة جده،   يشهد بالفضل لجده أميرالمؤمنين (عليه السلام) ويرى أنّ أعماله مرهونة بقبول ولاية جده (صلوات الله عليه): «اللَّهُمَّ فَإِنِّي أُوفِي وَ أَشْهَدَ وَ أُقِرُّ وَ لَا أُنْكِرُ وَ لَا أَجْحَدُ وَ أُسِرُّ وَ أُعْلِنُ وَ أُظْهِرُ وَ أُبْطِنُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَيِّدُ الْأَوْصِيَاءِ وَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَمُ الدِّينِ وَ مُبِيرُ الْمُشْرِكِينَ وَ مُمَيِّزُ الْمُنَافِقِينَ وَ مُجَاهِدُ الْمَارِقِينَ وَ إِمَامِي وَ حُجَّتِي وَ عُرْوَتِي وَ صِرَاطِي وَ دَلِيلِي وَ حُجَّتِي وَ مَنْ لَا أَثِقُ بِأَعْمَالِي وَ لَوْ زَكَتْ وَ لَا أَرَاهَا مُنْجِيَةً لِي وَ لَوْ صَلَحَتْ إِلَّا بِوَلَايَتِهِ وَ الِائْتِمَامِ بِهِ وَ الْإِقْرَارِ بِفَضَائِلِهِ وَ الْقَبُولِ مِنْ حَمَلَتِهَا وَ التَّسْلِيمِ لِرُوَاتِهَا»[3]

وقد جرت محاورة بين الإمام الرضا (عليه السلام) وبين الحاكم العباسي المأمون، فسأل الإمام عن فضائل أميرالمؤمنين علي ( عليه السلام) فأجابه الإمام بآية المباهلة وإليك نص الرواية، قال المأمون يوما للرضا (عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأميرالمؤمنين يدل عليها القرآن ، قال: فقال له الرضا (عليه السلام): «فضيلة في المباهلة ، قال الله جل جلاله «فمن حاجك فيه» الآية فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أميرالمؤمنين (عليه السلام) فكان نفسه بحكم الله عزوجل فثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأفضل ، فواجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحكم الله عزوجل»[4].

ولنرى كيف يخاطب الإمام علي الهادي (عليه السلام) جدّه أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الزيارة الغديرية حيث يصفه بأوصاف لم يسبقه بها أحد من الأولين والآخرين. يقول الإمام الهادي في الزيارة: «السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دِينَ اللَّهِ الْقَوِيمَ وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَ عَنْهُ يُسْأَلُونَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آمَنْتَ بِاللَّهِ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ وَ صَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ مُكَذِّبُونَ وَ جَاهَدْتَ [فِي اللَّهِ‏] وَ هُمْ مُحْجِمُونَ [مُجْمِحُونَ‏] وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصا لَهُ الدِّينَ صَابِرا مُحْتَسِبا حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ وَ يَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِينَ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِيُّهُ وَ وَارِثُ عِلْمِهِ وَ أَمِينُهُ عَلَى شَرْعِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ»[5]

إنّ ما ذكرناه جذوة مقتبسة من نور أميرالمؤمنين الساطع في الأكوان وبقي الكثير من فضائله في تصانيف الكتب وصدور الرجال، نسأل الله أن يعيننا على اتباعه والإقتداء به.

المصادر:

[1]  الأمالي للصدوق، ص356.

[2]  وسائل الشيعة، ج1، ص68.

[3]  بحار الأنوار، ج91، ص347.

[4]  نفس المصدر، ج49، ص189.

[5]  مفاتيح الجنان، ص 458.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
9 + 8 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.