لا تنازعوا فتفشلوا

12:55 - 2022/09/04

-البلاد الإسلامية وشعوبها بحاجة إلى الوحدة سيّما في هذا الزمان حيث أصبحت مرمىً لنبال الأعداء من الداخل والخارج.

النزاع

تتنعّم الشعوب بالوحدة والأمان والشعور بالعزّة ودائماً يسعون إلى اتخاذ تدابير تعزز الأمن والاستقرار والابتعاد عن النزاع

 وهذا ما دعى إليه الشرع المقدّس حيث قال الله سبحانه وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا[1] ثم في آية أخرى يبيّن لنا نتيجة التفرقة و النزاع بقوله: وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[2] فالنزاع لا يجوز للشعوب الإسلامية قلّ أو كثر، بين السياسيين وغير السياسيين، حيث يؤدي إلى الفشل أوّلاً وذهاب الريح ثانياً، وفشل المسلمين أمام أعداء الله يعدّ أكبر هزيمة، فما أجمل تعبير القرآن الكريم فإنّه عبّر عن الضعف والوهن بذهاب الريح، فقيل في تفسير هذه الفقرة من الآية: "و أمّا ذهاب الريح، فهو إشارة لطيفة إلى زوال القوّة و العظمة، و عدم سير الأمور كما يرام، و عدم تحقق المقصود، لأنّ حركة الريح فيما يرام توصل السفن إلى مقاصدها، و لما كانت الريح في ذلك العصر أهم قوّة لتحريك السفن فقد كانت ذات أهمية قصوى يؤمئذ و حركة الرّيح في الرايات و البيارق تدل على ارتفاع الرّاية التي هي رمز القدرة و الحكومة".[3]

النزاع

وهنالك الكثير من الشعوب فقدت هيمنتها وآل أمرها إلى الشتات بسبب النزاع بين الأطراف والقوى الداخلية

 حيث كلّ يجر النار إلى قرصه، وما نراه اليوم من المآسي في بلاد المسلمين كأفغانستان والعراق وسوريا واليمن وبعض البلاد الإسلامية هو حصيلة النزاع السياسي بين الأطراف ولا يخفى على أحد أنّ التدخلات الخارجية لها الدور الأساس في إشعال نار الفتن وإثارة الأحقاد والضغائن.

هذا على الصعيد الداخلي حيث يجب على جميع الأفراد المعايشة والتسالم وأمّا على الصعيد الخارجي فتجب الوحدة في العالم الإسلامي والانسجام وعدم التفرقة و النزاع ، لأن العالم الإسلامي كالجسد الواحد فمتى ما أثيرت الفتنة فيه صار مكمناً للأمراض والجراثيم وموضعاً لمطامع الأعداء واستثمارهم للبلاد الإسلامية، فعن أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ الصادق (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: اَلْمُؤْمِنُونَ فِي تَبَارِّهِمْ وَ تَرَاحُمِهِمْ وَ تَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ اَلْجَسَدِ إِذَا اِشْتَكَى تَدَاعَى لَهُ سَائِرُهُ بِالسَّهَرِ وَ اَلْحُمَّى[4].

 وإلى هذا أوعز المرشد الأعلى لجمهورية إيران الإسلامية الإمام الخامنئي بقوله: "إننا نعاني من مرض مهلك ينبغي أن نعقد عزائمنا و هممنا لإبعاده عنا. الاختلافات في العالم الإسلامي و عدم الانسجام و إثارة العداوات و الأحقاد مرض جد خطير و أقولها لکم إنه لو کان هذا المرض موجوداً طوال الأزمنة الماضية بشکل طبيعي في جسد العالم الإسلامي و الأمة الإسلامية، فإن الأيدي السياسية اليوم تتوخّى بکل ما أوتيت من قوة تشديد هذا المرض".[5]

فإذا ما أراد المسلمون أن يصبحوا كالبنيان المرصوص فعليهم بالوحدة وبث روح الإخاء والمودة وتجنب النزاع ، وما أحوج أهل العراق إلى الوحدة سيّما في هذه الأيام حيث يتوافد المسلمون لزيارة الأربعين فإنه يتطلب السلم والأمن من أجل الحفاظ على الأنفس وإقامة الزيارة بأحسن صورة لكي تصل رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى العالم بأسره.  

المصادر:

[1] . آل عمران، الآية103.

[2] . الأنفال، الآية46.

[3] . الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج5، ص451.

[4] . المؤمن، ج۱، ص۳۹.

[5] . کلمته في لقائه المشارکين في مؤتمر الوحدة الإسلامیة العالمي التاسع عشر

2006/08/21.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.