ثمرة الإيمان

الإيمان لغةً هو التصديق[1]واصطلاحاً  كما ورد عن الإمام الرضا، عن آبائه (علیهم السلام): قال: قال أميرالمؤمنين (علیه السلام): الايمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالجوارح.[2] فالإيمان أعلى درجة من الإسلام حيث إنّ الشخص لا يكتفي بالتسليم قولاً والإذعان بالرب بل يتبيّن إسلامه في ساحة القول والفعل معاً.

ثم للإيمان ثمرة جاءت على لسان أميرالمؤمنين (عليه السلام) حيث يقول: ثمرة الإيمان الفوز عند اللّه[3]

وهذا الفوز لا ينحصر بالفوز الأخروي فحسب بل يشمل الفوز الدنيوي أيضاً وقد صرّح القرآن بكلا القسمين وبيّن مصاديق الفوز.

ومن جملة مصاديق الفوز الدنيوي هو أن يجعل الله تعالى ودّ المؤمن ومحبته في قلوب الناس حيث تقول الآية: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا[4] وقد ورد في تفسيرها من أنّ للإيمان و العمل الصالح جاذبية خارقة... وحتى الأفراد الملوثون، فإنّهم يرتاحون للطاهرين الصالحين... و هذا أمر طبيعي، و هو في الحقيقة أوّل مكافأة يعطيها اللّه للمؤمنين و الصالحين في هذه الدنيا و تصحبهم إلى عالم الآخرة أيضا.[5]

وأما الفوز الأخروي المترتب على الإيمان فقد تجلى في كثير من آيات القرآن الكريم

فالله سبحانه وتعالى يقول: وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِۙ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٞ[6] وفي آية أخرى يقول تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجۡرَ مَنۡ أَحۡسَنَ عَمَلًا.[7] وهل هناك فوز وسعادة أعظم من هذا؟ ولكن هنا يجب أن ننتبه من أنّ الإيمان وحده لا يكفي بل لا بد أن يكون معه العمل الصالح كما ذكرته الآيات وكما ذكرنا الرواية  في تعريفه.

وقد يترتب على الإيمان مشقّات ومعانات ولا سيما في البلاد التي لا يعتقدون بشريعة ولا يقيمون للمبادئ الإنسانية وزناً، كما نرى اليوم في بعض البلدان الغربية أنهم يمنعون المسلمات من الحجاب أو لا يسمحون للمسلمين بإقامة بعض الطقوس الدينية وهذه الظاهرة لا تختص بزماننا هذا بل كان الأنبياء ومن معهم يعانون من هذه الأناس والحكومات أيضاً، فتقول الآية الكريمة: قَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ لَنُخۡرِجَنَّكَ يَٰشُعَيۡبُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرۡيَتِنَآ أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۚ قَالَ أَوَلَوۡ كُنَّا كَٰرِهِينَ.[8]

ولنرى أنّ الله سبحانه وتعالى كيف يدخل السكينة على قلوب المؤمنين حيث يخاطبهم:  إِنِّي جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ[9]

المصادر:

[1] . معجم مقائيس اللغة، ج1، ص133.

[2] . بحارالآنوار، ج69، ص68.

[3] . غرر الحكم و درر الكلم، ص326.

[4] . مریم، الآية۹۶.

[5] . الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج9، ص512.

[6] . المائدة، الآية9.

[7] . الکهف، الآية30.

[8] . الأعراف، الآية 88.

[9] . المؤمنون، الآية 111.