أكاذيب الوهابية لم تقتصر على الألباني فقط، وانما تبعه في أكاذيبه وقلب الحقائق سائر الوهابية الذين يدعون كذبا و زورا التمسك بسنة الرسول، وانما يتمسكون بما يتماشى مع أهوائهم.
كتاب الله وسنتي : تكذب الوهابية في أقوالهم ومصنفاتهم على رسول الله، وكأنهم لم يسمعوا حديثه صلى الله عليه وآله « مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ »[1] واليك بعض هؤلاء الكَذّبة وما سطرته أقلامهم.
كتاب الله وسنتي كذب على رسول الله
عمر العربياوي من الوهابية المعاصرين ذكر في كتابه أن رسول الله صلى الله عليه وآله أكد على " كتاب الله وسنتي" إنه نقل في كتابه کتاب التوحید : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"
ثم علّق في الحاشية وقال: من خطبة الوداع عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه (رواه مسلم)[2]
وبالمراجعة الى صحيح مسلم لم نجد الحديث، وهذا كذب منه و تزوير.
وهابي آخر هو علي محمد الصلابي في كتاب تبصرة المؤمنين، نقل في كتابه" عن ابن عباس قال : خطب رسول الله ص في حجة الوداع فقال : يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي" [3]
ثم ذكر في الحاشية مصدر الحديث وقال: مسلم ، کتاب الحج ، باب حجة النبی ص ، (89 / 2) رقم 1218
لكن بالمراجعة الى العنوان المذكور لم نجد الحديث و لا اسناده ابدا.
و كرّر أكذوبته في كتاب له آخر اسمه "الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا" وذكر نفس الحديث و اعطى المصدر الذي لا وجود له في صحيح مسلم.[4]
وهابي آخر هو محقق كتاب مسند الحميدي، اسمه حسن سليم أسد الدَّارَانيّ، ذكر في الحاشية حديث" إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي" واعطى مصدرين للحديث هما كتاب صحيح مسلم في فضائل الصحابة (2408 ) باب : من فضائل علی رضی الله عنه , و مسند الموصلی برقم (1021 ، 1140 )
و بالمراجعة الى صحيح مسلم وجدنا الحديث " كتاب الله وعترتي"[5] فما ذكره المحقق افتراء على مسلم وتزوير للواقع.
وكذلك بالمراجعة الى مسند ابي يعلى الموصلي، نجد الوارد في الحديث، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، دون كتاب الله وسنتي.[6]
المصادر:
[1] . صحيح مسلم، ج 1، ص 8 ط التركية.
[2]. كتاب التوحيد المسمى التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد، ص34.
[3]. تبصیر المؤمنین فقه النصر والتمکین، ص 311.
[4]. الثمار الزکیۀ للحرکۀ السنوسیۀ فی لیبیا، ص 91.
[5] . صحيح مسلم، ج 7، ص 123 ط التركية.
[6] . مسند أبي يعلى - ت السناري، ج 2 ، ص 321.