خصائص الإمام علي

13:57 - 2022/09/05

ان ابن تيمية لما يتعرض الى شئ يخص امير المؤمنين عليه السلام، يقول هذا من فضائله لا من خصائصه.

انها فضائل علي عليه السلام أم خصائصه

إن سبب تأكيد ابن تيمية على الروايات الواردة في ما يخص امير المؤمنين عليه السلام على انها من الفضائل لا من الخصائص، هو اثبات مشاركة غيره معه في تلك الفضائل ممن هم دونه في كل شئ.

انه ذكر مقدمة عن معاوية ثم عطف عليه اميرالمؤمنين عليه السلام فقال: ان علماء السنة عندما يتحدثون عن بعض الفضائل مثل كون معاوية خال المؤمنين، فهم يقصدون "بذلك الإطلاق أن لأحدهم مصاهرة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما اطلقوا عليه أنه كاتب الوحي - وقد كتب الوحي غيره - وأنه رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أردف غيره.

فهم لا يذكرون ما يذكرون من ذلك لاختصاصه به، بل يذكرون ما له من الاتصال بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كما يذكرون في فضائل غيره ما ليس من خصائصه.

كقوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه -: " «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» ". وقوله: " «إنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق» " . وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، [إلا أنه لا نبي بعدي] » " [1]

ابن تيمية

ابن تيمية حكم على نفسه بنفسه

واذا طرح سؤال عن الفرق بين الخصائص والفضائل، وهل لها دور في افضلية شخص على آخر؟ اجاب ابن تيمية وقال: «والأفضلية إنما تثبت بالخصائص لا بالمشتركات. يبين ذلك أنه لم ينقل أحد أن عليا أوذي في مبيته على فراش النبي، وقد أوذي غيره في وقايتهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: تارة بالضرب، وتارة بالجرح، وتارة بالقتل. فمن فداه وأوذي أعظم ممن فداه ولم يؤذ. وقد قال العلماء: ما صح لعلي من الفضائل فهي مشتركة، شاركه فيها غيره، بخلاف الصديق، فإن كثيرا ‌من ‌فضائله - وأكثرها - خصائص له، لا يشركه فيها غيره. وهذا مبسوط في موضعه»[2]

ونحن نحيل جواب شبهة ابن تيمية الذي حاول أن يجعل خصائص علي عليه السلام فضائل يشاركه غيره، على ابن تيمية نفسه، فانه طرح سؤالا واجاب عليه فقال:

فإن قيل فإذا كان ما صح من فضائل علي رضي الله عنه، كقوله - صلى الله عليه وسلم: " «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» "، وقوله: " «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» "، وقوله: " «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» " ليس من خصائصه، بل له فيه شركاء، ‌فلماذا ‌تمنى ‌بعض ‌الصحابة أن يكون له ذلك كما روي عن سعد وعن عمر؟ .

فالجواب: أن في ذلك شهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي بإيمانه باطنا وظاهرا، وإثباتا لموالاته لله ورسوله ووجوب موالاة المؤمنين له.[3]

اذن، كان عمر وغيره من الصحابة يتمنون أن تكون لهم واحدة من خصائص علي عليه السلام، ويتمنون لو أن النبي صلى الله عليه وآله قد شهد لهم بفضيلة واحدة مما شهد به لعلي، اليس في هذا اقرار منهم بأن عليا عليه السلام هو الافضل؟!  وأن تلك الفضائل خاصة به، وليست فضائل يشاركه فيها غيره، لذا تمنوها لأنفسهم.؟

المصادر:

1. منهاج السنة النبوية، ج 4 ، ص 371.

[2] . المصدر، ج 7 ، ص 121.

[3] . المصدر، ج 5 ، ص 46.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.