مناقب الامام علي في سنة الرسول

11:12 - 2022/09/03

-كثرة فضائل ومناقب الامام علي عليه السلام في السنة، دفع ابن تيمية الى الوقوع في الاضطراب في الكلام.

مناقب الامام علي في سنة الرسول

إن تلك الفضائل والمناقب لأنها كثيرة جدا وأسانيدها كذلك ، ما سبّب وقوع ابن تيمية في حيرة واضطراب في المقال.

فهو من جهة يحاول التقليل من عدد ما صح منها ، مستشهدا على ذلك بكلام ابن حزم حيث قال : " الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : أنت في بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . وقوله : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله - وهذه صفة واجبة لكل مسلم ومؤمن وفاضل - وعهده صلى الله عليه وسلم : إن عليا لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق . . . وأما سائر الأحاديث التي يتعلق بها الروافض فموضوعة ، يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلها " [1].

اذن فما صح من الفضائل هو هذه الأحاديث الثلاثة . . لكن ابن تيمية من جهة اخرى يعود فيعدد فضائل للإمام مما لم يذكره ابن حزم قائلا : " وأما مناقب علي التي في الصحاح فأصحها قوله يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا . . . فمجموع ما في الصحيح لعلي نحو عشرة أحاديث . . . "[2].

ويستشهد في موضع آخر بكلام لأبي الفرج ابن الجوزي وفيه : " فضائل علي الصحيحة كثيرة " [3].

ابن تيمية

تكذيب ابن تيمية الخبر عن احمد

كما انه قد نص أحمد بن حنبل - الذي طالما يعظمه ابن تيمية ويقتدي به - على أنه لم يرد في حق أحد من الصحابة من الأحاديث المعتبرة ما ورد في حق علي . . .

وهنا يحاول ابن تيمية تكذيب الخبر ، لأنه عن إمامه وعليه أن يقبله ، وحينئذ يلزمه الاعتراف بأفضلية علي ، وقد قرر ابن تيمية أن الأفضل هو المتعين للإمامة. قال:  «وأيضا فالذي يخلف المطاع بعد موته لا يكون ‌إلا ‌أفضل الناس»[4]

فيقول : " وأحمد بن حنبل لم يقل إنه صح لعلي من الفضائل ما لم يصح لغيره ، بل أحمد أجل من أن يقول مثل هذا الكذب ، بل نقل عنه أنه قال : روي له ما لم يرو لغيره " [5].

وحتى لو كانت الكلمة المنقولة عن أحمد : " روي له ما لم يرو لغيره " ، فهل مقصوده روي له من الفضائل ، أو المطاعن ؟ وإذا كان المقصود الفضائل فهل يقصد الفضائل الثابتة بالطرق المعتبرة عنده ، أو الأعم من الثابت والمكذوب ؟

وللجواب أنظر إلى ما جاء في المستدرك  للحاكم ، يقول: " ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مما لم يخرجاه : سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولان : سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - " [6].

فلو كان هذا نص كلام أحمد فماذا فهم منه القوم حتى رووه عنه بالإسناد الصحيح معنعنا بالسماع ؟ وإذا لم يكن المراد هو الفضائل الثابتة فكيف يأتي الحاكم بهذا الكلام تحت عنوان " ومن مناقب أمير المؤمنين مما لم يخرجاه "

المصادر

[1] . منهاج السنة،ج 7 ، ص 320 .

[2] . المصدر، ج 7 ، ص 420 .

[3] . المصدر، ج 7 ، ص442 .

[4] . المصدر، ج  4 ، ص 273.

[5] . المصدر، ج 7 ، ص 374 .

[6] . المستدرك على الصحيحين، ج 3 ، ص 107 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.