-ادعى ابن تيمية كذبا وزوراً أن الشيعة الامامية تقول بنفي قدرة الله تعالى على هداية بعضٍ واضلال بعض.
ادعى ابن تيمية أن الشيعة الامامية تقول ب " ... أن الله لا يقدر أن يهدي من يشاء، ولا يقدر أن يضل من يشاء، وأنه قد يشاء ما لا يكون، ويكون ما لا يشاء، وغير ذلك"[1]
إنها دعوى مكشوفة، وبلا دليل، فهذه صُحُفهم مليئة بتفنيد دعواه عليهم، وأقوالهم تتطابق تماما لما في القرآن الكريم، قال الشيخ الطوسي في تفسير قوله تعالى " يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا"[2] إن قيل أليس تقولون: ان الله لا يضل أحدا ولا يهدي خلفاً وان العباد هم يضلون أنفسهم ويهدونها؟ قلنا: أول ما في ذلك انا لا نطق أن الله لا يضل أحدا ولا يهدي أحدا، و من أطلق ذلك فقد أخطأ،....
والمخالف يقول: إن الله كثيرا من خلقه بمعنى يصدهم عن طاعته، ويحول بينهم وبين معرفته ويلبس عليهم الأمور ويحيرهم ويغالطهم ويشككهم، ويوقفهم في الضلالة ويجبرهم عليها.[3]
يضل الله من يشاء
وقال السيد الطباطبائي في ذيل قوله تعالى" يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء"[4] أشار الى أن أمر الهدى والضلال الى الله لا يتحقق شيء منهما الا عن مشيئةٍ منه تعالى، غير أنه سبحانه أخبرنا أن هذه مشيئة منه ليست جزافية غير منتظمة، بل لها نظم ثابت، فمن اتبع الحق ولم يعانده هداه الله، ومن جاحده واتبع هواه أضله الله فهو إضلال مجازاة غير الاضلال الابتدائي المذموم.[5]
فالله سبحانه وتعالى قادر على هدى الخلق أجمع وقادر على اضلالهم، لم يُغلب في ارادته ولم يُزاحم في ملكه، وحاشاه أن يقهر في سلطانه أو يَتصرف في ملكه أحد بغير إذنه، فضلال من ضلّ منهم دليل على عزّته فضلا عن أن يكون ناقصاً لها، لذلك ذيّل كلامه بالعزيز الحكيم في قوله تعالى"فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ"[6] فهو عزيز لا يغلبه ولا يضره ضلال من ضلّ منهم ولا يمنعه هدى من اهتدى.[7]
المصادر
[1] . منهاج السنة،ج1، ص 99.
[2] . سورة البقرة، الآية 26.
[3] . التبيان،ج1، ص 114.
[4] . سورة إبراهيم، الآية 4.
[5] . تفسير الميزان، ج12، ص16-17.
[6] . سورة إبراهيم، الآية 4.
[7] . تفسير الميزان، ج12، ص16-17.