-إن ما جرى في السقيفة وما بعدها كشف النفاق الذي كانوا يخفونه.
وقف امير المؤمنين عليه السلام مسلّماً على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بعد دفن الزهراء عليها السلام فقال:
"السلام عليك يا رسول الله سلامَ مودّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ، فإنْ أنصرفْ فلا عن ملالة"[1]
سلامه عليه السلام على قبر الرسول
هذا الخطاب منه عليه السلام يرشدنا الى قضية في غاية الخطورة وهي الكشف عن حقيقة مرة وهي أن المحارب الأساس في قضية السقيفة وما جرى بعدها، ليس شخص علي بن أبي طالب عليه السلام بتخلفه عن بيعة ابي بكر، بل هو رسول الله صلى الله عليه وآله.
يظهر هذا من تصريح عمر لما خاطبته الزهراء عليها السلام وقالت: "أَوَ محرق عليَّ داري؟ قال: نعم، وذاك لأقوى فيما جاء به أبوكِ"[2]
ففي عقيدة عمر بن الخطاب أن إخراج علي عليه السلام من داره ومن معه ليبايعوا أبابكر هو أفضل مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وأقوى لديه من تقوية كرسي الامارة الذي سيجلس عليه بعد أبي بكر.
فالعلة ليس جمع المسلمين على بيعة أبي بكر وإنما كي يليهم من بعده، فالملك عند ابن الخطاب أفضل مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله بدليل قول عمر الذي لم يفتأ يصرح به بين الصحابة وهو قوله:
" من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته"[3]
وقوله بعد أن استقر على كرسي الخلافة:
"والله ما أدري أخليفة أنا ام ملك، فإن كنتُ ملكاً فقد ورطتُ في أمر عظيم"[4]
فعمر في كلامه هذا كان صريحا في إظهار مكنون نفسه وقصده في الهجوم على بيت النبوة والرسالة، فالذين يلتمسون له العذر فيما فعل شركاء له في عمله.
إن آداب السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله يظهر خطورة محاربة الرسول من خلال تلك الجرءة التي أحدثها أبوبكر وعمر في الهجوم على بيت النبوة، لذا لابد من إعادة الناس الى رشدهم في بيان منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وخطورة محاربته.
المصادر
[1] . بحار الأنوار،ج ٤٣، ص ٢١٢.
[2] . أنساب الاشراف، ج6، ص586.
[3] . تاريخ الطبري، ج2، ص457.
[4] . الطبقات الكبرى، ج3، ص306.