قل يا رسول الله عن صفيتك صبري

وجّه عليه عليه السلام خطابه كله الى رسول الله صلى الله عليه وآله (ابنتك، صفيتك، سنتبئك، الخ) ليفهمنا أنه المعني الأول بما جرى ويجري في الأمة وأنه الملجأ في التظلم، وهو الحاكم الذي يقتص من الظالمين.

وهذا الاعتقاد قد أسس له القرآن الكريم ومن أنكر ذلك ففي إيمانه بالله تعالى خلل. يعني أن المؤمن يجب عليه الاعتقاد بأن الحاكم الذي يقتص من الظالمين في اصدار الاحكام ورفعها الى الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وآله، قال تعالى " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجا مما قضيت ويسلّموا تسليما"[1]

والآية واضحة الدلالة في أنه الحاكم الذي يقضي فيما شجر بين الصحابة، فالنبي صلى الله عليه وآله بمقتضى الآية يكون هو المرجع الذي يرجع اليه المسلمون في الخصومات سواء في حياته أو بعد مماته كما فعل أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا بخلاف معتقد أبي بكر حيث زعم أن النبي قد مات وانتهى كل شيء فقال" من كان يعبد محمدا فإن محمدا ‌قد ‌مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي في السماء لا يموت"[2]

فالامام في خطابه شكى اليه صلى الله عليه وآله كما ورد صريحا في قوله عليه السلام: "فبعين الله تدفن ابنتك سرا وتهضم حقها قهرا و يمنع ارثها جهرا"[3]

فرق خطابه صلى الله عليه وآله بين الحياة والممات

فقط يبقى الفارق بين المقامين أنه صلى الله عليه وآله في الحياة الدنيا يصدر حكمه فيما بينهم بمسمع منهم، فمن سلّم منهم لحكمه ولم يجد حرجا مما قضى كان مؤمنا.

لذا نجد أن الله تعالى قدّم القسم في أول الآية مقرنا بالنفي قبل القسم فقال" فلا وربك لا يؤمنون"

إنه تعالى كرر النفي للإيمان ليفهمنا خطورة التعامل مع سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وأن حكمه وقضاءه هو حكم الله وقضائه.

لكن تنفيذ العقوبة واختيار الزمان والمكان، يكون لله تعالى وإن كان جرى في القوانين الوضعية والشرائع، أن تحديد الزمان والمكان هو من صلاحيات القضاة. الا أن الامر لله من قبل ومن بعد[4] " لا يُسأل عما يفعل وهو يُسألون"[5]

المصادر

[1] . سورة النساء، الآية 65.

[2] . صحيح البخاري، ج 1، ص 419 ت البغا.

[3] . الكافي، ج ١، ص ٤٥٩.

[4] . سورة الروم، الآية 4.

[5] . سورة الأنبياء، الآية 23.