الإمام وجوده لطف

إن الإمام عليه السلام ثبت وجوده وعُرف عند أهل النسب وعلم الحديث وعلم السير وغيرها، فالشناعة حقّاً تثبت لمن ينكر وجود مَن هذه بينات وجوده الشريف.

إن سيرة العقلاء قائمة على العمل بمطلق الخبر المتحرزعن الكذب، الصادق في القول، ويبنون على العمل والقبول بقول الامين من أهل الخبرة، لذا ترى المريض يرجع الى الطبيب لمعالجة مرضه ويأخذ بقوله لمعالجة نفسه، على أنه من أهل الخبرة في الطب وموثوق به في قوله.

إن وجوده سلام الله عليه وميلاده ثبت بشتى الطرق وكثير من النسّابين وعلماء الرجال والتاريخ والسير والحديث من أهل السنة والجماعة ممن يعتمد أهل السنة بقولهم قد صرّحوا بولادة صاحب الزمان عليه السلام.

إن غيبته لطف،[1] بتقريب أن نفس وجوده عليه السلام لطف مثل الشمس تحت السحاب التي يتحقق بها النهار، فإنها وإن كانت غائبة عن الأنظار بحُجُب السحاب، الا أن العالم ينتفع بها انتفاعا محسوسا أو معقولاً.

لذا ورد في الاخبار أن الارض لا تخلو من حجة، كرواية الامام الصادق عليه السلام حيث قال: لم تخلو الارض منذ خلق الله آدم من حجة الله فها ظاهر مشهور أو غائب مستور. فسأله الراوي: كيف ينتفع الناس بالغائب المستور؟ قال: كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب.[2]

وبعد هذا، فمن أين لنا الجزم بأن الامام عليه السلام لا يتصرف في مصالح العباد الدينية والدنيوية من حيث لا يعرفون، فهو حجة الله تعالى على العالمين.

إن من اسباب اختفائه عليه السلام هم العباد بإخافتهم له التي أوجبت استتاره، فلو فرض عدم الفائدة في وجوده حال غيبته لم يكن في ذلك قبح بعد أن كان سبب الاستتار خوف الظالمين.

رد زعم ابن تيمية فيه عليه السلام

اذن ما زعمه ابن تيمية ومن على شاكلته من أن الشيعة الامامية تفوتهم المصلحة بعقيدتهم في هذه المسألة، غير تام، بل ناشئ من جهل قائله بفوائد الغيبة حيث قال: «وإذا كان كلامنا في تلك المقدمات لا يحصل لنا فائدة ولا لطفا، ولا يفيدنا إلا تكليف ما لا يقدر عليه علم أن الإيمان بهذا المنتظر من باب الجهل، والضلال لا من باب المصلحة ‌واللطف»[3]

المصادر

[1] . إكمال الدين للصدوق، ص485.

[2] . اكمال الدين، ص207، ح22.

[3] . منهاج السنة، ج 1، ص 103.