الجوانب التعبدية لأصحاب الإمام الحسين

10:32 - 2023/07/31

-كربلاء ليست قصة عبادةٍ ونسكٍ وخَلَوَاتٍ مجردة من العلم والمعرفة، فقد أحيا الأصحاب ليلة العاشر من محرم بالتهجد والدعاء وقلوبهم عامرة بالعبادة.

الجوانب التعبدية لأصحاب الإمام الحسين

بات أصحاب الإمام الحسين عليه السلام في ليلة العاشر من المحرم، و"لهم دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد و راكع وساجد"[1] فلو لم يكن هكذا لما كانت كربلاء هي كربلاء، إن من ليس لديه ليلة روحانية مجيدة، لا يمكنه أن يصنع يومًا ملحميًا وعظيمًا، لذا أحيا أحبّاء الله ليلتهم بالعبادة، فقوّوا نفوسهم في الليل وخلقوا الروعة في النهار.

إنه في غروب يوم التاسع من محرم، زحف الأعداء نحو الخيام يريدون القتال، فأرسل الإمام الحسين عليه السلام أخاه أبا الفضل العباس عليه السلام "يسألهم أن ينصرفوا عنه عشيتهم حتى ينظر في أمره، فانصرفوا عنه تلك العيشة،.. ولما جن الليل على الحسين وأصحابه قاموا الليل كله يصلون ويسبحون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون.[2]

أصحاب

أصحاب الإمام ليلة العاشر

إن سيّد هؤلاء الأصحاب هو ابن ذلك الإنسان الذي كان يعبد الله تعالى ليلاً في بساتين المدينة والكوفة. إنه نشأ في حضن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله التي ورد النص في حقها: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش، يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها.[3]

فهؤلاء الأصحاب شيعة فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه وآله يحيون ليلة العاشر من محرم صافون أقدامهم للعبادة ويناجون ربهم، وفيهم من وصف بشيخ القرّاء كبرير بن خضير الذي قام ينصح القوم "ونادى: يا معشر الناس إن اللّه بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه بإذنه و سراجا منيرا. وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد و كلابه، و قد حيل بينه و بين ابن بنت رسول اللّه، أفجزاء محمّد هذا؟. فقالوا: يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف عنا، فو الله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله‌، فقال لهم برير: يا هؤلاء ... بئسما خلّفتم محمدا في ذريته. ما لكم لا سقاكم اللّه يوم القيامة، فبئس القوم أنتم. فقال له نفر منهم: يا هذا ما ندري ما تقول. فقال برير: الحمد لله الّذي زادني فيكم بصيرة. اللّهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم. اللّهم ألق بأسهم بينهم حتّى يلقوك وأنت عليهم غضبان.[4]

ولما استشهد برير وقف عليه الامام الحسين عليه السلام وقال" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.[5]

فلم يزل يقتل من أصحاب الحسين عليه السلام الواحد والاثنان فيبين ذلك فيهم لقلتهم، فلما رأى ذلك أبو ثمامة الصيداوي قال للحسين عليه السلام: يا أبا عبد الله نفسي لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك ولا والله لا تقتل حتى اقتل دونك وأحب أن ألقى الله ربي وقد صليت هذه الصلاة، فرفع الحسين رأسه إلى السماء وقال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين، نعم هذا أول وقتها.[6].[7]

المصادر:

[1] . بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج ٤٤، ص٣٩٤.

[2] . أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى البلاذري، ج3، ص186.

[3] . بحار الانوار، ج43، ص 62.

[4] . مقتل المقرم، السيد عبد الرزاق، ص 285 و 286.

[5] . سورة الأحزاب، الآية 23.

[6] . العوالم، الشيخ عبد الله البحراني، ص264.

[7] . مصدر المقال: https://erfan.ir/farsi/41738.html

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.